بغداد - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - أعلنت الحكومة العراقية أمس، أنها أطلقت مسؤولاً في جماعة شيعية متورطة في خطف خمسة بريطانيين قبل سنتين بعدما تسلّمته من الجيش الأميركي يوم السبت الماضي. وكانت «الحياة» نشرت خبر الافراج عن ليث الخزعلي أول من أمس، وأفادت أنه يأتي في اطار صفقة تشمل اطلاق أحد المخطوفين البريطانيين خلال أيام، على أن يلي ذلك اخلاء سبيل معتقلين آخرين بينهم اللبناني علي دقوق وبقية الرهائن. وقال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن العراق أفرج عن الخزعلي الاحد الماضي، مشدداً في الوقت ذاته على ان الحكومة ليست طرفاً في أي مفاوضات، وأن الافراج عنه كان جزءاً من جهود المصالحة. وكان ناطق باسم السفارة البريطانية في بغداد أكد أن «القوات الأميركية أفرجت عن المتهم وسلمته الى السلطات العراقية يوم السبت الماضي»، وذلك في اشارة الى ليث الخزعلي شقيق زعيم جماعة «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي. وكانت «الحياة» نشرت أمس، نقلاً عن مصدر مقرب من المفاوضات بين الحكومة و «العصائب»، ان المفاوضات أسفرت عن اطلاق ليث الخزعلي على ان تطلق «العصائب» احد المخطوفين البريطانيين خلال ايام. واضاف المصدر ان الاتفاق يشمل «إطلاق قادة العصائب المعتقلين حسن سالم وعلي دقوق (لبناني) والناطق السابق باسم الصدر الشيخ عبدالهادي الدراجي على ان يتبعه في خطوة لاحقة اطلاق باقي الرهائن». يشار إلى أن هذه الجماعة منشقة من «جيش المهدي» بزعامة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وكان 40 مسلحاً يرتدون بزات الشرطة خطفوا البريطانيين من أحد المباني التابعة لوزارة المال في وسط بغداد في 29 أيار (مايو) عام 2007. والمخطوفون هم بيتر مور الخبير من شركة «بيرينغ بوينت» للادارة التي تعمل لمصلحة الحكومة الأميركية وأربعة موظفين في شركة «غاردا وورلد» الأمنية الكندية. وحض مسؤولون بريطانيون على توخي الحذر في استنتاج أي صلة بين الافراج عن الخزعلي ومصير الرهائن البريطانيين، إلا أن تقارير إعلامية بريطانية وأميركية اعتبرت الافراج عن الخزعلي أساسياً للمفاوضات حول اطلاق البريطانيين بيتر مور وحراسه الأربعة. وأفادت وزارة الخارجية البريطانية في بيان أن «حكومة العراق تشارك في عملية مصالحة مع مجموعات مستعدة للتخلي عن العنف لمصلحة التواصل السياسي». وأضاف البيان أن «جزءاً من العملية الافراج عن معتقلي الائتلاف أو نقلهم ليصبحوا رهن احتجاز الحكومة العراقية». وكان قيادي في «عصائب أهل الحق» أعلن في آذار (مارس) الماضي اتفاقاً لاطلاق البريطانيين، لقاء الافراج عن تسعة أشخاص معتقلين لدى القوات الأميركية في العراق. وبث الخاطفون الذين عرّفوا عن أنفسهم باسم «المقاومة الشيعية الاسلامية في العراق» فيلمي فيديو منذ خطف الرهائن الخمسة، طالب آخرها بالافراج عن تسعة عراقيين معتقلين لدى الجيش البريطاني.