وقعت الأممالمتحدة والحكومة العراقية أمس مذكرة تفاهم ل «تسوية إنسانية وسلمية لوضع سكان معسكر أشرف» في محافظة ديالى، حيث عناصر منظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة، على أن يتم توطينهم خارج العراق بعد نقلهم إلى موقع «موقت». وتعرض المعسكر أمس إلى القصف بقذيفتي هاون وحملت المنظمة «فيلق القدس»الإيراني المسؤولية. وكانت الحكومة العراقية حددت نهاية هذا العام موعداً لإغلاق المعسكر وأعلن رئيس الوزراء نوري المالكي الأسبوع الماضي موافقته على اقتراح الأممالمتحدة إخلاء نصف سكانه نهاية العام الحالي وترحيل الباقين منتصف العام المقبل. وجاء في بيان للبعثة الدولية في العراق «يونامي» أن «المذكرة وقعها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن كوبلر، ومستشار رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق لشؤون الأمن الوطني، فالح الفياض». ونقل البيان عن كوبلر قوله: «لقد جاء انخراط الأممالمتحدة في هذه المسألة من منظور إنساني بحت، وقد بذلَت أقصى ما في وسعها لإيجاد حل سلمي ودائم لوضع سكان المعسكر. وتحترم المذكرة سيادة العراق والتزاماته الدولية الإنسانية وتلك المتعلقة بحقوق الإنسان، كما أنها تحفظ أمن وحقوق سكان المعسكر. وفي الوقت ذاته، ينبغي على سكان المعسكر الجديد الالتزام بقوانين العراق». وتؤسس المذكرة لعملية نقل السكان إلى موقع موقت، حيث تبدأ مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين تحديد صفة اللجوء التي تعد خطوة أولى ضرورية لإعادة توطينهم خارج العراق. وستوفر الأممالمتحدة «مراقبة على مدار الساعة إلى حين الانتهاء من العملية، فيما تبدأ المفوضية مباشرة نشر فريق في الموقع الجديد للتدقيق في طلبات الحصول على اللجوء التي تتلقاها والبت فيها». وتنص المذكرة على «ضمان حكومة العراق سلامة وأمن السكان في الموقع الجديد. كما تلتزم الحكومة إشراك وزارة حقوق الإنسان التابعة لها بشكل فاعل في كل مراحل العملية بما في ذلك تخصيص ضابط ارتباط». وقال كوبلر: «أود أن يكون من الواضح جداً أن هذه المذكرة تتعلق بالانتقال الطوعي وأن تنفيذها يستند بشدة إلى قيام كل الأطراف بالتصرف في شكل سلمي وبحسن نية، ما يسمح باستمرار انخراط الأممالمتحدة في العملية». وأضاف: «أود أن أشير إلى أن الحكومة هي المسؤول الوحيد عن سلامة وأمن السكان خلال عملية نقلهم وفي الموقع الجديد لحين مغادرتهم البلاد. كما أكرر دعوتي الدول الأعضاء في الأممالمتحدة إلى قبول سكان المعسكر في بلدانهم». وتعرض معسكر أشرف أمس لهجوم بقذائف الهاون واتهمت منظمة «مجاهدين خلق» فيلق القدسالإيراني بالوقوف وراء هذا الهجوم، وأعلن «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» في باريس أمس، إن «قوة القدس الإرهابية استهدفت في الساعة الثامنة، من مساء الأحد، مخيم أشرف بصواريخ عيار 107 ملم انطلاقاً من الجناح الجنوبي الغربي للمخيم». وأضاف أن «أحد قادة فيلق الحرس العميد حسين همداني كان قد اعترف بأنه ذهب إلى مخيم أشرف شخصياً للاستطلاع وتمهيد الهجوم، في حديث أدلى به في 22 كانون الأول (ديسمبر) الجاري»، مشيراً إلى أن «نحو 400 من عناصر وزارة استخبارات النظام الإيراني تمركزوا قبل أسبوع شمال أشرف، وهو المجمع الذي احتلته القوات العراقية في هجوم نيسان (أبريل) 2011». واعتبرت «نظام الملالي الحاكم في إيران وقوة القدس الإرهابية قد توليا فعلاً السلطة على العراق في منطقة الخالص من دون أي اعتراض على ذلك من الحكومة العراقية».