وصف النائب المسيحي يونادم كنَا الارقام التي تحدثت عن هجرة المسيحيين العراقيين خلال العام الجاري بأنها «غير دقيقة»، وقال ان «امنياتنا في مناسبة العام الجديد لمّ شمل الفرقاء السياسيين ونشر الامن والمحبة». وأضاف رداً على تصريحات للنائب الاب ريمون جوزيف موصللي، بطريرك الكلدان في الاردن الذي قال إن «اكثر من اربعة آلاف مسيحي عراقي دخلوا إلى الاردن عام 2011، واكثر من ستة آلاف هاجروا من العراق خلال العام ذاته». وأكد كنا ان «هذه الارقام غير دقيقة لأن 2011 من افضل الاعوام بالنسبة إلى مسيحيي العراق نظراً إلى تراجع اعمال العنف ضد ابنائنا». وكان رئيس اوقاف المسيحيين السابق عبدالله هرمز النوفلي حذر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2010 من «تنامي ثقافة خطيرة داخل المجتمع العراقي تهدد التعايش السلمي في البلاد نشطت منذ عام 2003». وأشار الى ان «قضية استهداف المسيحيين تحولت الى مزايدات رخيصة داخل البلاد وخارجها بقصد الكسب السياسي». ولفت كنا الى ان «عدم وجود جهة متخصصة بإحصاء المهجرين والمهاجرين تبني اي رقم يصدر هنا وهناك صعباً، لا سيما اذا صدر من غير اصحاب الشأن». وأوضح ان «هذا العام كان اكثر استقراراً ولم نلمس خلاله تهديدات جدية. في الموصل حصلت عمليات اغتيال وتعرض مسيحيون الى مضايقات وفي كركوك كذلك وهذا يعد نزر يسير في حال قورنت هذه الحوادث بالاعوام السابقة». وتشير احصاءات غير رسمية الى ان عدد المسيحيين في العراق عام 2003 كان 800 الف شخص ينتشرون في بغداد والموصل وسهل نينوى والبصرة والعمارة والحلة وديالى والحبانية وكركوك اضافة الى وجود ملحوظ في اقليم كردستان. ويتوزع مسيحيو العراق على أربعة طوائف رئيسية هي: الكلدان أتباع كنيسة المشرق والسريان الأرثوذكس، والسريان الكاثوليك، وطائفة اللاتين الكاثوليك، والآشوريون أتباع الكنيسة الشرقية، إضافة إلى أعداد قليلة من أتباع كنائس الأرمن. الى ذلك، نفت دائرة الهجرة في اقليم كردستان استقبالها مهجرين مسيحيين خلال العام الجاري. وقال مدير دائرة الهجرة جبار محمد في اتصال مع «الحياة»: «لم نسجل هجرة. لكننا سجلنا مهجرين قدموا خلال السنوات الماضية». وانتقد «الحكومة الاتحادية لأنها لم تدعم وتساند غالبية العائلات المسيحية المهجرة، على رغم وجود برامج دعم واسناد استفاد منها مهجرو باقي المحافظات خارج الاقليم». وأشار إلى أن»في الاقليم الان 8857 عائلة مهجرة تضم 45 الف شخص غالبيتهم من بغداد وديالى. منذ عام 2006 بينهم 36 الف محروم من البطاقة التموينية والوقود». لفت الى ان «اكبر هجرة وفدت الى الاقليم كانت عقب الهجوم على كنيسة سيدة النجاة حين استقبلنا خلال ساعات 126 عائلة تم ايواؤها خلال 48 ساعة وتلقت الدعم من رئيس الجمهورية السيد جلال طالباني بدفع اجور منازلها لمدة عام كما قدمت السيدة الاولى هيرو خان الف دينار منحة لكل عائلة».