لجأ الاف المسيحيين المهجرين من الموصل الى الاديرة والكنائس في بلدات وقرى سهل نينوى اثر موجة من عمليات القتل اودت باكثر من 12 شخصا من ابناء الطائفة خلال عشرة ايام فضلا عن تهديدات وتدمير بعض المنازل. ويقول جورج ميا عضو المجلس الكلداني السرياني الاشوري في القوش (30 كلم شمال الموصل) ان “عدد النازحين تجاوز الف وستمئة عائلة توجهت الى سهل نينوى” حيث الغالبية من المسيحيين و”توزعوا على كنائس القرى والاديرة والاقرباء والمعارف”. ويضيف “قدمنا مساعدات منذ اليوم الاول حتى الان لاكثر من الف عائلة وما نزال مستمرين في تقديمها كما شكلنا غرفة عمليات لهذا الغرض”. وقد اعلن مدير وزارة المهجرين والمهاجرين في الموصل (370 كلم شمال بغداد) جودت اسماعيل الثلاثاء ان العدد الاجمالي للمهرجين بلغ 1307 عائلات. ويتساءل ميا عن سبب تعرض المسيحيين للاضطهاد في الموصل قائلا “نسأل الدولة من هو المسؤول عن هذه الاحداث؟ هناك متطرفون يقومون بهذه العمليات”. ويؤكد ان ما حدث كان “مفاجئا وغير طبيعي وخصوصا قتل الابرياء وترحيل الالاف وحرق بعض منازلهم”. من جهته، يتهم ضياء بطرس امين عام المجلس القومي الكلداني الحكومة ب”عدم حماية المسيحيين” مضيفا “وراء هذه العملية دوافع سياسية وعصابات منفلتة وميليشيات منظمة هدفها هجرة المسيحيين واخلاء الموصل من احد مكوناتها الرئيسية”. وقد امر رئيس الوزراء نوري المالكي بالتحقيق في الاعتداءات على المسيحيين في الموصل واتخاذ الاجراءات الامنية “اللازمة والفورية” لاعادتهم الى اماكن سكنهم. وتابع بطرس “لا نستطيع ان نشخص جهة معينة تقف وراء الاعتداءات لكن في ظروف مشابهة نتهم الحكومة لان واجبها حماية المواطنين وستؤدي هذه العمليات الى ابادة جماعية للمسيحيين في الموصل”. بدوره، يقول الاب جبرائيل رئيس دير السيدة العذراء للكلدان في القوش “لا نتهم اي جهة بتهجير المسيحيين سوى ان الوضع العراقي لا يحتمل وعلى الحكومة ان تاخذ مسؤوليتها بجدية لكي تحافظ على امن واستقرار البلاد”. ويضيف “يجب على الجهات الحكومية والامنية وقوات التحالف اتخاذ موقف جدي بهذا الخصوص لتقديم الخدمات للشعب مع العلم ان الموازنة كافية لتغطية جميع الخدمات هناك عدم شعور بالمسؤولية وتوجد خروقات كثيرة في الجهاز الحكومي”. وتقول ام رعد (50 عاما) “قال جارنا المسيحي (اخرجوا) من منازلكم لانهم يقتلون المسيحيين فخرجنا من الموصل انا وابنتي واطفالها. قبل الاحداث كنا مرتاحين ولم نواجه مشاكل كنا نسكن في سد بادوش منذ اكثر من عشر سنوات”. من جانبه، يقول فائز ميخائيل (55 عاما) “لا نعرف حتى الان لماذا قتل هذا العدد ولا نعرف المصدر الذي كان يهدد فنحن لم نشاهد شيئا ولم نعرف السبب قالوا لنا ان احد الاشخاص قتل في حي النور وانهم يبحثون عن المسيحيين لقتلهم”. ويضيف “بعد ذلك، عرفنا ان ثلاث منازل تم تفجيرها في حي السكر بعد اخراج سكانها منها ولم نتلق اي تهديد كنا نعيش كاخوة في الموصل لم تكن هناك مشاكل انه عمل غامض نجهل اسبابه”. وكان رئيس اساقفة الكلدان في كركوك المطران لويس ساكو حذر الخميس من حملات “التصفية” التي يتعرض لها المسيحيون في العراق. وقال لفرانس برس “ما نتعرض له من اضطهاد وملاحقة وبطش اهدافه سياسية والهدف اما دفع المسيحيين الى الهجرة او اجبارنا على التحالف مع جهات لا نريد مشاريعها”. الا انه لم يحدد ماهية هذه المشاريع او من يقف وراءها. وقد تعرض المسيحيون في الموصل لسلسلة من الاعتداءات ابرزها خطف اسقف الكلدان المطران بولس فرج رحو في 29 فبراير الماضي والعثور عليه ميتا بعد اسبوعين في شمال الموصل. كما شهدت كنائس في الموصل وبغداد في يناير الماضي موجة اعتداءات اسفرت عن سقوط قتيل واربعة جرحى والحقت اضرارا طفيفة بالمباني المستهدفة.