رفضت كل الوزارات والدوائر الحكومية الألمانية المختصة التعليق أمس على إعلان السلطات الجمركية الفنلندية احتجاز باخرة شحن آتية من ميناء ألماني أول من أمس تحمل 69 صاروخ «باتريوت» و160 طناً من المتفجرات، خلافاً لتصريح جمارك مدينة أولدنبورغ على الساحل الألماني بأن حمولة السفينة «مفرقعات» وجهتها كوريا الجنوبية. وربط مراقبون في ألمانيا الأمر بالمخاوف في سيول بعد وفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ إيل وتسلم ابنه غير المتمرس بالسياسة الخلافة. والمحرج في الأمر أن الباخرة المسجلة في بريطانيا تحت اسم «تور ليبرتيه» حملت تأكيداً خطياً بأنها فتشت من السلطات الجمركية الألمانية قبل مغادرتها البلاد. وقال مسؤول في الجمارك الفنلندية إن نقل أسلحة عسكرية أمر مشروع ومعتاد في حال التصريح عنه سلفاً ولذلك فإنه لا يفهم محاولة إخفاء هذه الشحنة تحت اسم «مفرقعات». وذكرت مصادر مطلعة أن حرج الحكومة الألمانية يتمثل في ادعائها المتواصل بأنها لا تصدر أسلحة إلى دول في حال نزاع مع آخرين، ولكن كشف الباخرة هذه يؤكد أن بواخر مماثلة استخدمت من جانب برلين في الماضي لبيع أسلحة إلى دول حليفة متنازعة. ولفتت المصادر إلى أن التقرير الذي أصدرته الحكومة الألمانية قبل أسبوعين أظهر أنها زادت مبيعاتها من السلاح العام الماضي بنسبة تجاوزت الخمسين في المئة، ما عرضها إلى انتقادات شديدة من جانب المعارضة ومنظمات كنسية ومدنية.