بروكسل - ا ف ب، الحياة - قال حلف شمال الاطلسي إن تحقيقاً اجراه الحلف في الضربة الجوية التي اسفرت عن مقتل 24 جنديا باكستانيا خلص الى ان الحلف، وكذلك القوات الباكستانية، ارتكبا اخطاء على خلفية الحادث. واعربت قيادة الحلف الاطلسي عن "تعازيها الحارة لأسر" الضحايا، كما قال الحلف في بيان عقب الحادث الذي وقع ما بين 25 و26 تشرين الثاني/نوفمبر، وفاقم التوتر في العلاقات الأميركية الباكستانية. وقال الحلف الاطلسي انه "تبين بالتحقيق وقوع سلسلة من الاخطاء، من الجانبين، حيث اخفقا في التنسيق بالشكل المناسب فيما يتعلق بمواقعهما وافعالهما، سواء قبل العملية او خلال الاشتباك الذي نجم عنها". وكان الحادث أدى الى تصعيد التوتر في العلاقات الهشة، أصلاً، اذ أوقفت اسلام اباد نقل الامدادات الحيوية للحلف الاطلسي عبر اراضيها الى افغانستان. واتهم مسؤولون باكستانيون القوات الاميركية باستهداف متعمد للجنود الباكستانيين في المواقع الحدودية. وطلبت باكستان ان يتقدم الرئيس باراك اوباما باعتذار كامل عن الضربات، غير ان مسؤولي الحلف الاطلسي والمسؤولين الأميركيين أعربوا عن أسفهم لوقوع الحادث. ومن شأن ما خلص اليه التحقيق إثارة استياء إضافي لدى إسلام أباد، حيث يصر المسؤولون الباكستانيون على أن جنودهم لم يرتكبوا خطأ ولم يبادروا إلى إطلاق النار. اما الحلف الاطلسي فقال ان القوات الافغانية والقوات الأجنبية "ردت بشكل مشروع انطلاقا من الدفاع عن النفس"، بعد اطلاق النار عليها اولا من جانب "قوات مجهولة" لم يكن يعتقد، في بادئ الامر، انها تابعة للجيش الباكستاني. وقال البيان الذي اصدره المقر العسكري للحلف الاطلسي في مونز ببلجيكا ان "القوة المشتركة لم تطلق النار على دراية منها على القوات الباكستانية". وأكد التحقيق انه تم "اللجوء الى دعم جوي قريب دفاعا عن النفس رداً على نيران رشاشات وقذائف هاون كثيفة انطلقت ممن اتضح انهم جنود باكستانيون قرب الحدود في محيط صلالة". وقال الحلف الاطلسي ان مراجعة دقيقة لخطة العمليات والاتصالات خلال الحادث "اكدت صحة ما خلص (التحقيق) إليه من أن القوات الباكستانية لم تُستهدف عمداً، وان الافعال التي اتخذتها قواتنا كانت مشروعة في اطار قوانين النزاع المسلح وفي اطار قواعد الاشتباك". وكان مسؤول بالسفارة الباكستانية في واشنطن قد صرح الاسبوع الماضي ان قوات الحلف الاطلسي ما كان لها ان تخطئ بظن المواقع الحدودية للجيش الباكستاني على الحدود مع افغانستان قواعد لمتطرفين اسلاميين، مثل طالبان اذ كانت على مرتفعات وبها ابنية ثابتة. واتصل اوباما بالرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ليقدم له تعازيه غير ان واشنطن لم تعتذر بانتظار نتيجة التحقيق العسكري. ____________ * المقالات ذات الصلة أدناه من أرشيف "الحياة" تُنشر كخلفية للموضوع أعلاه.