خلصت دراسة سعودية حديثة إلى أن انقطاع الماء أو عدم توافره ورداءة المسكن والتلوث البيئي وضعف الكهرباء وانقطاعها والأمية أبرز المشكلات التي يعاني منها ساكنو الأحياء القديمة في منطقة الرياض. لكن في المقابل، توصلت الدراسة التي أعدها الباحث تركي الشلاقي بعنوان «الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية لسكان الأحياء الفقيرة بالرياض» وتصدر الشهر الجاري عن مركز رؤية للدراسات الاجتماعية ضمن سلسلة ملخصات الرسائل الجامعية المختارة، إلى أن نسبة كبيرة من عينة البحث يتمتعون بحالة صحية جيدة، إذ بلغت نسبة الذين قالوا ان صحتهم ممتازة 34.6 في المئة، فيما بلغت نسبة الذين أكدوا أن صحتهم جيدة 38 في المئة. وأشار باحثو مركز رؤية إلى أن مجتمع الدراسة يتكون من سكان حي «الفوج» (هيت) الذي يقع في خشم العان (شرق)، وحي «الشعبي» ويقع في حي المرسلات جانب مبنى الاتصالات السعودية (شمال)، وحي الغنامية الذي يقع في الحائر (جنوب). ودرس الباحث عينة ممثلة لمجتمع الدراسة بطريقة العينة العشوائية المنتظمة عبر اختيار أحد المنازل لأخذ البيانات منه ثم ترك ثلاثة منازل بعده وأخذ المنزل الرابع وهكذا، وشكلت العينة بين 11 و29 في المئة من المجتمع الأصلي، إذ تم أخذ 73 استبانة من حي الفوج «هيت» وهي تمثل 29 في المئة من البيوت في حي الفوج الذي يبلغ عدد بيوته الإجمالي 250 بيتاً، وأخذ 75 استبانة من حي الشعبي تمثل 19 في المئة من البيوت في حي الشعبي الذي بلغ عدد البيوت فيه 400 بيت، وأخذ 75 استبانة من حي الغنامية تمثل ما نسبته 11 في المئة من البيوت التي يبلغ عددها الكلي 700 بيت. وأوضح تقرير صادر عن مركز رؤية للدراسات الاجتماعية أن نسبة الأميين في الدراسة بلغت 35.1 في المئة من أفراد العينة، أما الذين يستطيعون القراءة والكتابة فبلغت نسبتهم 19.7 في المئة. واستنتجت الدراسة أن أهم مشكلات سكان الأحياء القديمة في الرياض من وجهة نظرهم انقطاع الماء أو عدم توافره بنسبة بلغت 67.3 في المئة، ورداءة المسكن 67.3 في المئة، والتلوث البيئي (من نفايات وتسرب مياه الأمطار) 46.2 في المئة، وضعف الكهرباء وانقطاعها 38 في المئة. وذكرت أن الجهات التي تأتي منها المساعدات للمبحوثين (مجتمع الدراسة) هي الجمعيات الخيرية والحكومة والأهالي والأقارب، إذ كانت غالبية المساعدات تأتي من الجمعيات الخيرية بنسبة 38.5 في المئة وهي في الغالب أغذية وملابس وأجهزة واقتصرت المساعدات الحكومية على الجانب المالي بنسبة 13 في المئة. وكشفت الدراسة عن مدى كفاية دخل الأسرة لاستهلاكها في الأحياء الفقيرة في الرياض، إذ أكد غالبية المبحوثين أنه يكفي إلى حد ما بنسبة 47.1 في المئة، وبأنه لا يكفي بنسبة 38 في المئة، وبلغت نسبة الذين يعتبرون أن الدخل يكفي لاستهلاك الأسرة 14.9 في المئة. واتبعت الأسر طرقاً عدة لمواجهة عدم كفاية الدخل لاستهلاكها، إذ عمدت 65.8 في المئة من الأسر إلى إلغاء بعض المصروفات الضرورية، فيما عمدت 62.1 في المئة إلى ضغط بعض المصروفات. واتجهت 55.7 في المئة إلى الاقتراض، فيما اتجهت 34.2 في المئة إلى طلب العون من المحسنين. ولم يكن لدى غالبية المبحوثين دخل من مصادر أخرى، إذ بلغت نسبتهم 83.7 في المئة، وبلغت نسبة الذين لديهم دخل من مصادر أخرى 16.3 في المئة وكانت غالبية المصادر الأخرى للدخل تأتي من إيجار البيوت بنسبة 44.1 في المئة أو عائد من سيارة بنسبة بلغت 32.4 في المئة، أو إيجار محل بنسبة بلغت 17.6 في المئة. وكان غالبية المبحوثين الذين لديهم مصادر أخرى للدخل يحصلون على دخل شهري قيمته تتراوح بين 500 وأقل من 1000 ريال، وبلغت نسبتهم 61.8 في المئة، وبلغت نسبة المبحوثين الذين يحصلون على أكثر من 2000 ريال 14.7 في المئة. متوسط الدخل 3477 ريالاً وبالنسبة للبيانات الاقتصادية للأسر في مجتمع الدراسة، بلغت نسبة الذين يقل دخلهم عن 1500 ريال 14.2 في المئة، فيما تتراوح دخول غالبية المبحوثين بين 1500 و2500 ريال بنسبة 25 في المئة، ولم تتجاوز نسبة الذين تزيد دخولهم على 6000 ريال 5.9 في المئة. وبلغ متوسط الدخل الشهري للأسرة 3477.6 ريال. وبلغت نسبة الذين يعملون بصفة دائمة من أرباب الأسر 61.5 في المئة، والذين يعملون بصفة موقتة 6.7 في المئة، ونسبة المتقاعدين 22.2 في المئة، والذين لا يعملون 9.6 في المئة. النصف يعيشون في بيوت شعبية يعيش غالبية عينة الدراسة في بيوت شعبية بفناء، إذ بلغت نسبتهم 53.4 في المئة، وبلغت نسبة الذين يعيشون في بيوت شعبية من دون فناء 28.8 في المئة، ونسبة الذين يعيشون في صندقة 9.6 في المئة، والذين يعيشون في شقة أو دور في فيلا 7.7 في المئة. وغالبية المساكن التي يعيش فيها المبحوثون مكونة من ثلاث إلى أربع غرف، إذ بلغت نسبتها 48 في المئة، والمساكن التي تتكون من خمس إلى ست غرف 34.2 في المئة، وبلغ متوسط عدد الغرف 4.7 غرفة. 80 في المئة تعجبهم الرياض توصلت الدراسة إلى أن 80 في المئة من المبحوثين أبدوا إعجابهم التام بالحياة في مدينة الرياض، لأن مجالات الرزق فيها كثيرة بنسبة بلغت 97.5 في المئة، والخدمات العامة أفضل بنسبة بلغت 94 في المئة، وتوافر الفرص للأبناء يكون بشكل أكبر بنسبة بلغت 84 في المئة، والموسرون كثيرون ويعطفون للمحتاجين بنسبة بلغت 79 في المئة. وفي ما يخص المسكن كان غالبية المبحوثين يملكون البيوت التي يسكنون فيها بنسبة بلغت 48.6 في المئة، وبلغت نسبة الذين يسكنون بالإيجار 45.6 في المئة، والذين يسكنون بيوت وقف 5.8 في المئة.