باشر نواب بيروت تحركهم في اتجاه الرؤساء الثلاثة تأسيساً لتحرك مستمر من أجل تحقيق بيروت كبرى منزوعة السلاح. وزار بعبدا لهذه الغاية وفد منهم ضم: محمد قباني، تمام سلام، عاطف مجدلاني، سيبوه قالباكيان، نديم الجميل وميشال فرعون، وتم خلال اللقاء إطلاع رئيس الجمهورية ميشال سليمان على الوضع في العاصمة إنمائياً وأمنياً، وعلى مشروع سحب السلاح غير الشرعي إلى خارج مدينة بيروت الكبرى وتحصين السلم الاهلي. ولاحقاً وزع الوفد بياناً جاء فيه أن اللقاء مع سليمان «أطلع الوفد الرئيس سليمان على حال الفلتان الأمني المتمثل بالسلاح المنتشر بين أيدي بعض المجموعات التي تعبث في الأحياء والشوارع وترهب المواطنين، وقد توجه النواب إلى فخامة الرئيس بالتأكيد على مرجعية الدولة في إحقاق الحق ووضع حد لهذه الحالة الشاذة من طريق وضع خطة تتولاها الأجهزة الأمنية لجمع السلاح ومصادرته من أيدي العابثين إلى أية فئة أو جهة انتموا، إذ إن الأمن بالتراضي والتوسل لم ولن يتمكن من حماية المواطن وعيشه بحرية وكرامة». ولفت البيان الى ان «رئيس الجمهورية كان متفهماً لما طرحه وفد نواب بيروت، وأبدى اهتماماً شخصياً بالسعي لتكريس السلم الأهلي في مدينة بيروت وكل لبنان»، متمنياً على نواب العاصمة «الاستمرار بمتابعة الموضوع معه ومع الفعاليات كافة، ومؤكداً دور الدولة في القيام بكل واجباتها في هذا المجال وضرورة تعاون جميع القوى السياسية معها لتحقيق ذلك». وقال احد النواب ل «الحياة»، ان سليمان شدد على «ضرورة الحفاظ على الاستقرار العام. ورأى ان تحويل بيروت الإدارية الى مدينة منزوعة السلاح يحتاج الى قرار جدي من القوى السياسية، باعتبار ان هناك سهولة في اتخاذ مثل هذا القرار، لكن لن يكون تطبيقه سهلاً ما لم يُرفع الغطاء السياسي عن كل من يعبث بالامن، لأن ذلك يساعد القوى الامنية على بسط سيطرتها، لانه لن يكون في مقدور أحد إعاقة مهمتها ما دام الغطاء السياسي مرفوعاً عنه». فتنة متنقلة وفي السياق، رأى النواب فرعون والجميل وسيرج طورسركيسيان في بيان بعد لقاء وفد من روابط مخاتير لبنان «أن تدهور الأوضاع الأمنية، من بيروت الى البقاع والجنوب والشمال والحدود، يُظهر وكأن هناك خطة فتنة متنقلة لتهديد أمن المناطق في موازاة تدهور الأوضاع في سورية من قبل أيد تستعد الى أخذ البلد والناس ومصالحها رهينة في حال سقوط الحكومة نتيجةَ عجزِها ومواقفها المواجِهة للتوجه العربي والدولي وللأكثرية الشعبية، والمتلطية بغطاء ديماغوجي مفضوح». وأيد البيان «المطلب القاضي برفع المربعات الأمنية وتطبيق القوانين وقرارات الحوار والقرارات العربية والدولية، ومعالجة ظاهرة السلاح خارج الدولة بداية من العاصمة، ليستطيع الجيش والقوى الأمنية القيام بواجباتهم وتحمل مسؤوليتهم الكاملة بدل أن يكونوا شهود زور في حالات عدة». ورأى الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري، خلال تمثيله الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري في حفلة تكريم أقامها قطاع الأطباء في التيار أن «وطننا يمر بأدق اللحظات حراجة، جراء السلاح غير الشرعي والصواريخ المجهولة ومحاولة استدراج عروض التفاوض عبر الجنوب، خدمة لهذا النظام أو ذاك». وأضاف: «يريدنا البعض أن نسلّم بوجود سلاح، يزعمون أنّه لحماية لبنان، لا لن نسلّم ولن نرضخ، ولن نكف عن المطالبة بضرورة سحب هذا السلاح، فمرض انتشار السلاح يتفشى فلتاناً أمنياً في كل منطقة، فكم من حادثة قتل متعمد تحصل كل يوم، وكم من عمليات سلب ونهب، فضلاً عن عمليات الخطف الغامض»، لافتاً إلى أن «مرض انتشار السلاح أوجد في لبنان جسيمات سوداء أفرزت حكومة مشلولة وغائبة عن الوعي والمستقبل يحتم علينا العمل لإنقاذ بلدنا من آفة السلاح، التي يزداد خطرها».