ليس هناك أي «عيدية» تقدمها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي للبنانيين في زمن الأعياد سوى «فلتان أمني» تشهده أحياء بيروت في الفترة الأخيرة, ما دفع بنواب العاصمة الى التحرك سريعاً لتدارك أي تفاقم أمني قد يحصل، مطالبين ب»جعل بيروت منزوعة السلاح» بعد وقوع حادثتين أمنيتين في برج أبي حيدر والزيدانية خلصت الرواية الرسمية التي اعلنتها قيادة الجيش اللبناني اعتبار هذه الحوادث فردية، مع العلم أن القاصي والداني يعلم أنها ذات طابع سياسي لجهة انتماء مفتعلي الحوادث إلى جهات سياسية معروفة انتماءاتها. وعقد النواب اجتماعاً طارئاً في المجلس النيابي منذ يومين، حضره محمد قباني، عاطف مجدلاني، نبيل دي فريج، تمام سلام، سيرج طورسركيسيان، غازي يوسف، عمّار حوري، باسم الشاب، سبوح قلباكيان، عماد الحوت، نديم الجميل، نهاد المشنوق وجان اوغاسابيان، وقرروا تشكيل وفود لزيارة الرؤساء الثلاثة تأسيساً لتحرك مستمر وصولاً الى تحقيق «بيروت كبرى منزوعة السلاح». وحمّلوا الحكومة «مسؤولية استمرار الفلتان»، معتبرين ان «هناك مَن يريد تكريس سلطة حملة السلاح». وطالبوا ب»رفع الغطاء عن المرتكبين لينالوا عقابهم»، داعين الى «محاسبة كل المتطاولين على السكان الآمنين». بدأ نواب بيروت تحركم الرسمي فزاروا رئيس الجمهورية ميشال سليمان لإطلاعه على الوضع في العاصمة إنمائياً وأمنياً وعلى مشروع سحب السلاح غير الشرعي خارج مدينة بيروت الكبرى وتحصين السلم الاهلي، حيث توجهوا إلى الرئيس سليمان بالتأكيد على «مرجعية الدولة في إحقاق الحق ووضع حد لهذه الحالة الشاذة عن طريق وضع خطة تتولاها الأجهزة الأمنية لجمع ومصادرة السلاح من أيدي العابثين إلى أية فئة أو جهة انتموا، إذ إن الأمن بالتراضي والتوسل لم ولن يتمكن من حماية المواطن وعيشه بحرية وكرامة». ولاحظت «اليوم» عدم حضور النائبين المنتمين الى قوى 8 آذار الممثلين بنائب حزب «الطاشناق» وحركة «أمل»، وبررعضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب هاني قبيسي، في حديث الى «اليوم»، تغيّبه عن اجتماع نواب بيروت، بأن «الدعوة وجّهت إليه عبر الهاتف من قبل النائب تمّام سلام لحضور الاجتماع يوم الاثنين ولكن من دون معرفة مضمون هذا الاجتماع». وقال: «نحن معنيون باستتباب الأمن والاستقرار في كل المناطق اللبنانية بعيدا عن الشعارات، لكن البعض يستفيد من إشكال محدد لطرح عناوين سياسية». أما النائب تمام سلام فتحدث الى «اليوم»، موضحاً ان السلاح الفردي في كل بيت في لبنان وعند كل مواطن وليس حكراً على أي جهة سياسية ويستخدم للدفاع عن النفس. أما السلاح الذي نتحدث عنه فهو السلاح الموجود في أيدي مجموعات لا تتردد في تصفية حساباتها أو لتحقيق مكسب مادي أو سياسي من خلال استخدامها لسلاحها. ولنزع السلاح أشكال مختلفة فهناك إمكان لجمعه أو مصادرته وحجزه». وقال: «ما نراه اليوم ان القوى الأمنية تتدخل لوضع حد للحوادث المسلحة أو الانفجار الأمني في الشارع أو الحي لكنها لا تستكمل ذلك بمحاسبة المخلين بالأمن، بل يقتصر دورها على فض النزاع. المطلوب وضع خطة لمحاسبة كل متجاوز كي لا يكرر هيمنته على الآخرين. ومن هنا نحن ندعو الى بيروت منزوعة السلاح. لا مبرر اليوم لأحد أن يستعمل السلاح في وجه السكان العزّل». وشدد على ان «كل من يحمل السلاح ويستعمله لتصفية حسابات في الشارع أو الحي من أجل قضية أو هدف سياسي أو موقف عاطفي أو مادي، فهو يؤذي المواطن ويضرّ به وبالتالي هو مستنكر ولا يمكن البقاء على هذا الوضع». وعلمت «اليوم» ان وفد نواب بيروت سيستكمل جولته على الرؤساء الثلاثة وسيلتقي في هذا الإطار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وأفادت المعلومات أن «المقصود بالسلاح ليس فقط سلاح «حزب الله» بل أيضاً السلاح الفردي».