لم ينجح الوزيران السابقان ميشال إدة ووديع الخازن ورئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه في انجاز تفاهم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون لتسريع تعيين رئيس جديد لمجلس القضاء الأعلى على رغم انهم يتلقون دعماً غير محدود من البطريرك الماروني بشارة الراعي. وقالت مصادر مارونية ل «الحياة» ان الانجاز الوحيد الذي حققوه انهاء القطيعة بين سليمان وعون، الذي بادر السبت الماضي الى زيارة القصر الجمهوري من دون تحقيق أيَّ تقدم للتوافق على مرشح لمجلس القضاء الأعلى يضع حداً لاستمرار التراشق السياسي والإعلامي بينهما مع ان سليمان يرفض أن يدخل طرفاً فيه. ولفتت المصادر الى ان رئيس الجمهورية يتمسك بتعيين القاضية أليس شبطيني رئيسة لمجلس القضاء الأعلى في مقابل اصرار عون على مرشحه القاضي طنوس مشلب، مشيرة الى ان من حق الرئيس ان يكون له الرأي الحاسم في تعيينه. وأكدت المصادر المارونية ان الاتصالات جارية لإقناع وزير العدل شكيب قرطباوي المنتمي الى «التيار الوطني الحر» بسحب كتابه الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء الذي اقترح فيه ترشيح مشلب لهذا المنصب لارسال كتاب آخر يضمِّنه أسماء 3 مرشحين انسجاماً مع الآلية المعتمدة للتعيينات على أن يترك قرار الفصل لمجلس الوزراء... ورأت المصادر أن لا اعتراض على حق الوزير قرطباوي في اقتراح المرشح لمجلس القضاء، لكن شرط ان يتبع آلية التعيين التي تنص على أن يتقدم من مجلس الوزراء بلائحة من 3 مرشحين. وقالت انه يصعب استبعاد شبطيني لمصلحة مشلب، بعد الحملة عليها من «حزب الله» وعلى الحكم الذي أصدرته بإجماع اعضاء المحكمة بخفض عقوبة السجن في حق ثلاثة من المتهمين بالتعامل مع اسرائيل. واعتبرت المصادر المارونية ان دفاع بكركي عن شبطيني شكل حماية لها وأبقى عليها كواحدة من أبرز المرشحين. وأوضحت المصادر ان الباب لم يقفل أمام تسوية باعتماد التراتبية الوظيفية في التعيين التي ترشحها لهذا المنصب على أن يعين لاحقاً القاضي مشلب فور احالتها على التقاعد بعد عام ونصف. وقالت ان رفض مثل هذا المخرج سيؤدي الى استبعاد مشلب باعتبار ان تعيين الأخير يتطلب موافقة ثلثي أعضاء الحكومة وهذا ليس متوافراً حتى الساعة إلا إذا عدل الوزراء المحسوبون على رئيسي الجمهورية والحكومة ورئيس «جبهة النضال الوطني» (12) موقفهم. وأضافت هذه المصادر ان تعيين مشلب يعني حتماً ان عون سجل نقطة على سليمان الذي يتضامن معه في موقفه الرئيس نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط. واستبعدت المصادر ادراج تعيين رئيس جديد لمجلس القضاء على جدول اعمال مجلس الوزراء قريباً في ظل التباعد بين سليمان وعون، إلا إذا حصل تفاهم على مرشح ثالث، فيما يجري حالياً التداول بأسماء مرشحين جدد أبرزهم القضاة شكري صادر، جان فهد وانطوان ضاهر. ويتردد ان رئيس الجمهورية ليس بعيداً من ترشيح ضاهر على رغم ان الأطراف المشاركين في مجلس الوزراء يعترفون بكفاءة مشلب وشبطيني بصرف النظر عن الحملة التي استهدفتها بسبب قرار محكمة التمييز العسكرية بخفض عقوبة السجن في حق 3 محكومين بالتعامل مع اسرائيل، اضافة الى ان بعض الوزراء لا يعترضون على تعيين مشلب لكنهم يفضلون رئيساً حيادياً لمجلس القضاء لأن دعم عون له أثار جدلاً.