المشاركة السعودية في الدورة العربية جاءت كما توقع الكل.. النجاحات التي تتم هي من خارج مؤسسة الرياضة عندنا وتتم من جهات مضطرة إلى تمثيل المملكة تحت مظلة الرئاسة فقط..! الغريب أن كثيراً من الدول المسيطرة على الميداليات كانت تعيش زمن الثورات والمظاهرات ومع ذلك حافظت على لاعبيها وصنعت منهم أبطالاً تحتفي بهم المنصات.. أما نحن فنتقاذف التهم ونجيد صناعة الأعذار.. ما الفرق بين المشاركة في الأولمبياد الخليجي والأولمبياد العربي ما زال الأمر كما هو ولا يمكن أن يتغير شيء.. لأن الفكر واحد.. للأسف ما يصرف على المسؤولين وبيروقراطية الاتحادات أكثر مما يصرف على اللاعبين أنفسهم.. وشهادة حق أننا كسبنا في البطولة العربية أننا لم نهزم بسبب قرار فني لعدم وجود طقم ملابس جديد وهذا إنجاز.! لا أدري ما هو شعور مسؤولي الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهم يرون المنصات تحتفي بمن هم خارج أشراف «رعاية الشباب» مباشرة.. علماً أن بعض الاتحادات تهتم بأن يكون قرار الانتداب قد تم الارتباط عليه قبل رفع الموازنة، وكذلك حجز التذاكر والفنادق أكثر من اهتمامها بالإعداد والتجهيز البدني والنفسي للاعبين أنفسهم..! أشفق على لاعبينا وهم يتجولون بين زملائهم اللاعبين من منتخبات الدول الأخرى عندما يرون برامج الإعداد والخطط والنتائج المنتظرة.. الرياضة علم يا سادة وليست مجرد أمنيات ومعجزات تتحقق من أي شيء.. المشكلة أن البعض ما زال يعِد بنتائج في لندن بل ويتشدق بالمنافسة وحصد الذهب.. ولا بد «أنه واعد العيال وأم العيال بإجازة ولا أحلى في لندن صيف هذا العام والله يبارك في مثل هذه البطولات». قبل فترة خرج الدكتور حافظ المدلج يبشر بقرب وصول كفاءات سعودية قادرة على منح الرياضة بعداً ذا فاعلية ويمنح النهج العلمي طريقه في المنظومة عندنا.. وكم أشفق على هؤلاء الشباب وما ينتظرهم إذا أتوا.. لن يفعل الصغار شيئاً بما أن الكبار لا يريدون صنع شيء.. ولا يريدون غيرهم أن يصنع شيئاً، لذا ليكن تفاؤلنا «على قدنا» و«نبطل» نحلم لأن الحلم سيجعلنا نموت كمداً. [email protected]