طهران، موسكو، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب - أوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، أن تل أبيب عرضت على واشنطن «نموذجاً اقتصادياً» يمكّن الأخيرة من فرض حظر نفطي على إيران، فيما أشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى «محادثات مكثفة» بين الولاياتالمتحدة وحلفائها الأوروبيين ودول عربية، في شأن كيفية الحفاظ على الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، إذا فُرض حظر رسمي على صادرات النفط الايرانية والمصرف المركزي الايراني. في غضون ذلك، نفت شركة «تاتفنت» الروسية إبرامها اتفاقاً مبدئياً قيمته بليون دولار لتطوير حقل «زاغة» النفطي الإيراني. وورد في بيان على الموقع الإلكتروني للشركة: «مجموعة تاتفنت لم تبرم أي اتفاق، أو عقد، ولم تقبل أي تعهد متصل بمشاريع نفط وغاز في ايران». أتى ذلك بعد يوم على إعلان طهران إبرام العقد. الى ذلك، أقرّت إيران بتراجع إنتاجها من النفط، إذ تتجنب غالبية شركات النفط الأجنبية العمل معها، خشية تعرّضها لعقوبات. وقال أحمد قاليباني، نائب وزير النفط الإيراني: «مقارنة بالعام الماضي، ثمة انخفاض ضخم في إنتاجنا من النفط الخام، بسبب افتقارنا الى الاستثمارات لتطوير حقول النفط». إسرائيل والولاياتالمتحدة وأوردت «يديعوت أحرونوت» أن داني ايالون، نائب وزير الخارجية الاسرائيلي، ناقش مع ويندي شيرمان، وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، ومسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين، «التهديد النووي والعسكري الايراني، وحضّ الولاياتالمتحدة على حظر النفط الايراني». وأشارت الصحيفة الى ان «المسؤولين الاسرائيليين قدموا لشيرمان، نموذجاً اقتصادياً يعتقدون بأنه يمكّن الولاياتالمتحدة من فرض حظر نفطي على ايران، من دون التسبّب بارتفاع الأسعار عالمياً». وينصّ النموذج على «رفع أبرز الدول المصدرة للنفط، إنتاجها لتقليل الاعتماد العالمي على إمدادات النفط الايراني». في السياق ذاته، نقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين أنهم يسعون الى «ضمانات» من أبرز الدول المصدرة للنفط، لزيادة صادراتها الى الاتحاد الأوروبي ودول آسيوية، إذا شُددت العقوبات على ايران. وأشار المسؤولون الى زيادة المحادثات مع دول أخرى ناشئة مصدرة للنفط، مثل ليبيا والعراق وغانا وأنغولا، لزيادة قدراتها الانتاجية وتعويض أي نقص. وقال مسؤول أوروبي منخرط في هذه المحادثات: «إذا طُبقت (هذه العقوبات) في شكل مناسب، ستنأى الدول عن الإمدادات الإيرانية». وأوردت الصحيفة أن «ممثلين من 11 بلداً منخرطاً في الحرب المالية ضد طهران»، سيلتقون في روما اليوم، في إطار مجموعة أُطلق عليها في شكل غير رسمي اسم «ائتلاف الدول التي تفكر بالطريقة ذاتها». في بكين، نقلت وكالة «رويترز» عن «مصادر تجارية» ان «سينوبك كورب»، أبرز شركة لتكرير النفط في الصين وأبرز مشتر للخام الإيراني، ستشتري أقل من نصف كميات الخام التي تستوردها عادة من طهران، بسبب خلاف على الفترة الممنوحة للشركة لسداد ثمن النفط. تزامن ذلك مع مؤشرات على صعوبات اقتصادية في ايران، بسبب العقوبات. وقال مدير غرفة التجارة والصناعة في طهران يحيى اسحاق: «الواردات تكلف أكثر بنسبة 25 في المئة». وأفادت أرقام رسمية بتراجع الواردات بنسبة 20 في المئة. استعدادات روسية لحرب؟ الى ذلك، نفى رئيس «المنظمة الروسية للطاقة الذرية» (روساتوم) سيرغي كيريينكو وجود محادثات مع ايران، لبناء مفاعلات أخرى في محطة «بوشهر» النووية. وقال: «الإيرانيون أبدوا رغبتهم بالاستعانة بروسيا، لبناء مفاعلات جديدة في بوشهر، لكننا نرى ضرورة التركيز الآن على تشغيل الوحدة الأولى بكامل طاقتها». تزامن ذلك مع نشر وكالة «نوفوستي» للأنباء الروسية، تقريراً أفاد بأن موسكو أنجزت أخيراً استعدادات عسكرية بدأت قبل سنة، ل «الحدّ من خسائر محتملة» إذا تعرّضت طهران لهجوم. ونقلت الوكالة عن مصادر في وزارة الدفاع الروسية، أن «الكرملين تلقى معلومات عن هجوم إسرائيلي محتمل، بمساندة من الولاياتالمتحدة، على المنشآت النووية الإيرانية»، مشيرة الى أن «الضربة ستكون مفاجئة، وقريبة جداً، ويُتوقع أن ترد طهران تلقائياً، ما يمكن أن يسبّب اندلاع حرب شاملة لا يمكن التكهن بعواقبها». وأشارت الوكالة الى خفض عدد موظفي قاعدة عسكرية روسية في ضواحي يريفان في أرمينيا، ونقل وحدات عسكرية منها إلى منطقة قريبة من الحدود مع تركيا، إذ تتوقع موسكو أن ينطلق الهجوم الأميركي المحتمل على المنشآت الإيرانية، من الأراضي التركية. كما رُحّلت عائلات العسكريين الروس، من أرمينيا إلى روسيا، ووُضعت القوات الروسية في حالة جاهزية قتالية تامة، في القواعد الروسية في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا وداغستان.