طهران، طوكيو، واشنطن، تل أبيب – أ ب، رويترز، أ ف ب – عشية تدشينها مفاعل «بوشهر» النووي اليوم، أكدت طهران انها ستواصل تخصيب اليورانيوم، فيما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الولاياتالمتحدة أقنعت إسرائيل بأن ايران تحتاج سنة على الأقل، لتطوير سلاح نووي، ما قلّص احتمال ان تشنّ تل أبيب هجوماً على المنشآت الذرية الايرانية خلال تلك الفترة. في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي إجراء تجربة ناجحة لصاروخ جديد. وعرض التلفزيون الايراني صوراً لصاروخ «قيام-1» الذي كُتبت عليه عبارة «يا مهدي»، أثناء إطلاقه من موقع صحراوي. وقال وحيدي أن الصاروخ «اختُبر بنجاح تام» في موعد غير محدد، معتبراً انه «جيل جديد من صواريخ أرض- أرض التي تعمل بالوقود السائل، وأصاب بدقة الهدف المحدد له سلفاًً». وأضاف ان «الصاروخ لا أجنحة له، ولديه بالتالي قدرة تكتيكية كبيرة تحدّ من فرص رصده»، مؤكداً ان «للصاروخ ميزات تقنية جديدة وقدرة تكتيكية فريدة». واعتبر وحيدي ان «الصناعات الدفاعية الايرانية تحوّلت الى مظهر لفاعلية الدولة، ورمز للهزيمة الاستراتيجية للأعداء، والاعتداد بالنفس لدى الشعب الايراني»، موضحاً: «لا يوجد الآن ما تريده القوات المسلحة الايرانية، ولا تستطيع صناعات الدفاع إنجازه». في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف أن موسكو لم تتخذ قراراً حتى الآن في شأن تنفيذ صفقة تزويد طهران أنظمة صاروخية روسية مضادة للطائرات من طراز «أس-300». وعشية تدشين مفاعل «بوشهر»، أكد رئيس «المنظمة الايرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي ان «التخصيب لإنتاج وقود لمفاعل بوشهر ومنشآت أخرى، سيتواصل». واضاف: «بوشهر يمُكن ان تعمل 60 سنة، وننوي استخدامها 40 سنة. لنفترض اننا سنشتري الوقود لعشر سنوات من روسيا، ماذا سنفعل خلال السنوات الخمسين المقبلة؟». وأشار الى ان الاتفاق مع روسيا لا ينصّ على ان تشتري طهران الوقود من موسكو دائماً، بل ان «يلبوا احتياجتنا إذا طلبنا منهم ذلك». واعتبر مطالبة الولاياتالمتحدةايران بوقف التخصيب، بحجة عدم حاجتها إليه، «منطقاً معيباً». وتوقّع علي أنصاري، وهو خبير في الشؤون الإيرانية في جامعة سانت أندروز الاسكتلندية، أن يكون تدشين «بوشهر» اليوم «مسرحياً»، لكن اعتبر ان المفاعل «من طراز قديم جداً ومساهمته في الشبكة الوطنية (للطاقة الكهربائية) ضئيلة جداً، ولا يمكنه إنتاج أي شيء لصنع قنبلة» ذرية. أما مارك فيتزباتريك من «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» الذي يتخذ لندن مقراً له، فاعتبر ان الايرانيين «سيتنفسون الصعداء»، بعد التأخير في إكمال المفاعل، متوقعاً ان يمارس الغرب «ضغوطاً ضخمة على روسيا كي لا تبني مفاعلاً آخر». في غضون ذلك، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن وزير المال الإسرائيلي يوفال شتاينتز قوله أن «الوقت حان ليوجّه العالم كله بقيادة الولاياتالمتحدة، إنذاراً واضحاً لإيران يفيد بأنها إذا لم تغيّر سلوكها في صورة واضحة ويمكن التحقق منها، عليها توقّع احتمال شنّ هجوم أميركي أو حصار بحري على الاقل». ورأى أن المندوب الأميركي السابق لدى الأممالمتحدة جون بولتون مخطئ في تقديره بأن امام إسرائيل أياماً معدودة فقط لمهاجمة مفاعل «بوشهر». جاء ذلك بعدما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الولاياتالمتحدة أقنعت اسرائيل بأن ايران تحتاج سنة على الأقل، لتطوير سلاح نووي، ما قلّص احتمال ان تشنّ تل أبيب هجوماً على المنشآت الذرية الايرانية خلال تلك الفترة. ونقلت الصحيفة عن غاري سامور أبرز مستشاري الرئيس باراك اوباما في الشؤون النووية قوله: «نعتقد انهم (الايرانيين) يحتاجون الى سنة» على الاقل لتحويل مخزونها من اليورانيوم ضعيف التخصيب الى مادة يمكن استخدامها في إنتاج أسلحة ذرية. واضاف: «سنة هي فترة زمنية طويلة جداً». وزاد ان الولاياتالمتحدة تعتقد ان المفتشين الدوليين سيرصدون خلال أسابيع، أي تحرّك إيراني في هذا الاتجاه، ما يترك متسعاً من الوقت للولايات المتحدة واسرائيل لتحديد رد. وعزت الصحيفة التقديرات الجديدة التي استندت الى تقارير الاستخبارات الاميركية، الى «أدلة على استمرار المشاكل في البرنامح النووي الايراني». في سيول، أعلن مسؤول حكومي ان كوريا الجنوبية ستبدأ قريباً محادثات منفصلة مع الولاياتالمتحدةوايران، في محاولة لاتخاذ قرار في شأن الضغوط التي تتعرض لها لتطبّق العقوبات المفروضة على طهران، رابع أكبر مصدر للنفط الخام لسيول التي تنفذ شركاتها عقوداً ببلايين الدولارات في ايران. في غضون ذلك، أعلنت الحكومة السويسرية تجميد حسابات مصرفية ايرانية قيمتها 1.5 مليون فرنك سويسري (1.4 مليون دولار)، تطبيقاً للقرار 1929. على صعيد آخر، أعلنت البحرية الأميركية أن حاملة الطائرات «يو إس إس هاري ترومان» أنقذت الأربعاء الماضي 8 بحارة إيرانيين، بعد اشتعال النار في سفينتهم أثناء إبحارها في شط العرب. وأشارت الى أن البحارة الإيرانيين ما زالوا في الحاملة، «حتى يتم الانتهاء من ترتيبات عودتهم إلى وطنهم سالمين». رئيس الوزراء القطري في ايران على صعيد آخر، شدد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد خلال لقائه رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في طهران امس، على ان الروابط «بين البلدين تتجاوز العلاقات الاستراتيجية» واصبحت «علاقات أخوية راسخة». وأكد ان «ايران ستقف الى جانب الدول الشقيقة في المنطقة والمطلة على الخليج الفارسي، اذا تعرّضت لأي عدوان أجنبي». ونقلت وكالات أنباء إيرانية عن رئيس الوزراء القطري تأكيده ان «العلاقات بين قطر وإيران ليست تكتيكية او موقتة»، مشيراً الى «استياء دول عربية من دعم بلاده لمواقف ايران». واعتبر ان «ايران تأخذ في الاعتبار مصالح دول المنطقة، في برنامجها» النووي.