ستة أعوام مرت من عمر مشروع "إنتركامبوس" الحيوي في لبنان، والحصيلة وفق وتيرة متفاوتة أربع فروع في تبنين وصور (جنوب) وجونية وسن الفيل (جبل لبنان)، تضم 200 لاعب تتراوح أعمارهم بين 8 و14 سنة، ويشرق عليهم جهاز فني مؤلف من 6 مدربين يرأسه مروان نخلة. أما الحصيلة الإيجابية الأولى فهي تغذية أندية المناطق حيث تتواجد "الأكاديميات" بلاعبين واعدين متخرجين منها، ومثال على ذلك من إنضم منهم إلى ناديي الإصلاح البرج الشمالي والتضامن صور، والحيوية المتجددة في حقل كرة القدم في منطق جبل لبنان، خصوصاً في ظل تحرّك القائمين على فرعي سن الفيل وجونيه وتواصلهم مع أندية المنطقة وحض مسؤوليها على الإعتناء بلعبة كرة القدم أو إطلاقها في أنديتهم لتستعيد حركتها المعهودة. وإنتركامبوس لبنان منبثق من "الأكاديمية الأم" التابعة لنادي إنتر ميلان الشهير، والذي ينظم "مونديالاً" خاصاً لفرقها المنتشرة في بلدان عدة ومنها لبنان مرة كل أربعة أعوام، على غرار ما حصل عام 2010، ويصادف و"العرس العالمي" كأس العالم لكرة القدم. ويسعى إنتركامبوس لبنان إلى ايفاد حوالى 30 لاعباً سنوياً إلى إنتركامبوس إيطاليا للإنخراط في معسكر تدريبي تقارب مدته الأسبوعين، وهذا ما كان موضع بحث خلال الزيارة التي قام بها إلى لبنان أخيراً وفد من "إنتركامبوس العالمي" في إطار إطلاعه دورياً على تطور مشروعه ونمو أكاديمياته في البلدان المنتشرة فيها. وإختتمت الزيارة بعشاء تكريمي أقامه رئيس إنتركامبوس لبنان شريف وهبي لمناسبة مرور سنتين على إنشاء فرعي جونيه وسن الفيل، ورعاه رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر. الذي ألقى كلمة بالمناسبة أشار فيها إلى أن "هذا المشروع، يشكّل مع غيره من المشاريع القائمة في لبنان التي تعنى بتدريب الأولاد، أهم حجر أساس لكرة القدم اللبنانية ورافداً مهماً للأندية والمنتخب الوطني، وإن المواهب اللبنانية موجودة في أكثر من منطقة وهي تحتاج إلى إكتشاف، ومن ثم إلى تدريب وصقل يؤديان بها إلى النجومية". وحيّا حيدر إنجازات المنتخب الوطني والدعم الجماهيري، وتوجّه إلى "بعض فاقدي الأخلاق العامة والوطنية ممن حاولوا إمتطاء نجاح المنتخب وفشلوا، والحمدلله، نقول لهم أن المنتخب الرمز لن ينحدر إلى مستوى إلتقاط الصور معهم". وأضاف: "إن شغف اللبنانيين بكرة القدم لا يحتاج إلى برهان، وما حضور الجمهور الى المدينة الرياضية لمناصرة المنتخب في مباراته الأخيرة مع نظيره الكوري الجنوبي الا خير دليل على ذلك، وشاركه في ذلك معظم اللبنانيين عبر شاشات التلفزة. وهذا أيضاً دليل على أن المساندة موجودة وهي تحتاج فقط إلى نتائج ايجابية لجذبها، وقد تحقق والحمد لله هذا الأمر بفضل بسالة اللاعبين وحكمة المدرب والجهاز الفني ومتابعة الاتحاد الإدارية، ما جعل المنتخب رمزاً وطنياً عالي الشأن يتطلع اليه اللبنانيون بفخر وإعتزاز". وشكر حيدر "كل من ساهم بدعم المنتخب، ومن بادر بطلب تكريمه، كل حسب مقدرته ورؤيته، لافتاً إلى أن "المرحلة المقبلة في مساره أكثر دقة وحساسية من سابقتها، وتحتاج إلى تضافر جهود الجميع لإكمال إنجاز الإنتصار، والاتحاد عاكف على وضع الخطط اللازمة لتنفيذ ذلك، وسنطلع الرأي العام قريباً على مجملها ليشارك كل حسب اختصاصه ونطاق عمله في تحصين هذه المسيرة التي تعني اللبنانيين جميعهم". وأنهى حيدر معتبراً "أن نجاحات المنتخب ساهمت بإعلاء شأن كرة القدم في لبنان"، وإن عمل إنتركامبوس يسهم أيضاً في تعزيزها، وما تقومون به يتكامل مع عمل الاتحاد، من هنا يجب أن يكون التنسيق بيننا أكثر وأعمق". من جهته، أشاد وهبي بالإنجازات التاريخية التي حققها المنتخب وحولته إلى رقم صعب ومنافس قوي للتأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى، وقال: "إن إنجازات المنتخب غيّرت مسار الكرة اللبنانية ووضعتها على كل شفة ولسان، من رأس هرم الدولة إلى أصغر مواطن، ما وضع القيمين على اللعبة في الاتحاد والأندية والمدارس والأكاديميات أمام مرحلة جديدة تتطلب جهد كبيراً لتعزيز الإنجازات بخطوات تطويرية تنعكس ايجاباً على مختلف الأصعدة". وزاد: "لا شك أن الاتحاد وبجهود مميزة ولافتة تحديداً من رئيسه المهندس هاشم حيدر وفريق عمله، كان وراء هذه الإنجازات وواكبها بوضع خطة جديدة للمرحلة المقبلة، تمثلت باكورتها بتشكيل لجنة دعم لمؤازرة مسيرة المنتخب. من هنا، بات من الواجب على كل المسؤولين عن مدارس وأكاديميات كرة القدم في لبنان مضاعفة الجهد والعمل لرفع مستوى اهتماماتهم باللاعبين الناشئين وزرع ثقافة الإنجازات في نفوسهم للوصول بهم إلى النجومية التي تؤهلهم لرفع راية الوطن في المستقبل". وعرض وهبي للأسس الجديدة التي بدأ العمل عليها في "إنتركامبوس" لبنان، بالتنسيق مع المؤسسة الأم في نادي إنتر ميلان، لايفاد مجموعة من اللاعبين الموهوبين للإنخراط في معسكرات دائمة في إيطاليا بإشراف نخبة من أبرز المدربين الإيطاليين، ووضع المتفوقين منهم على سكة الإحتراف. من جهته، أشار نائب رئيس "إنتركامبوس" لبنان ميساك نجاريان إلى أن المشروع رياضي صرف لا يبغي الربح، بل على العكس، أبوابه مفتوحة أمام كل من يرغب، وتتكفل المؤسسة العالمية مع فرع لبنان بتأمين التجهيزات والمصاريف. وقدّم وهبي إلى حيدر درعاً تقديرياً، إلى دروع للمدربين الإيطاليين واللبنانيين واللاعبين.