استقطبت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أسماء بارزة في عالم الرياضيات، للمشاركة في «المؤتمر الدولي للتحليل العددي والأمثلة»، الذي انطلقت فعالياته أمس، ويناقش أبحاثاً توثق التعاون بين الجامعة والقطاع الصناعي، وبخاصة البترول والبتروكيمياويات، وتوفر حلولاً علمية لتحديات «واقعية» في هذا القطاع. وتجسد محاور المؤتمر، البُعد التكاملي بين التخصصات. إذ يناقش محاكاة مكامن النفط، والزلازل، والميكانيكا الإنشائية، والتسارع في المركبات، والديناميات السكانية، وحركة البروتينات وعلم الوراثة، وعلم النفس التجريبي، ونشاط الخلايا العصبية، والاستثمارات المالية، وتسعير الخيارات، وديناميات تخثر الدم، وعلم الطاقة الخلوية، والتقاطعات النفقية والاتصالات، والاختيارات في وسائل الإعلان الإعلامية، والأمثلة في المحافظ الاستثمارية. وافتتح المؤتمر، الذي يستمر لمدة أيام، نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير جلوي بن عبد العزيز، الذي قال: «إن هذا المؤتمر الذي يشارك فيه باحثون محليون وعالميون، يسعى إلى الوقوف على أحدث المستجدات العالمية في علم الرياضيات، الذي يُعد القوة الدافعة للعلوم الطبيعية والهندسية، والمحور الأساس الذي ترتكز عليه هذه العلوم في حل كثير من التحديات التي تواجهها». وأكد على أن فرص نجاح هذا المؤتمر «تزداد بانعقاده في هذه الجامعة، التي نجحت في تحقيق مكانة متميزة بين الجامعات التقنية، من خلال تطوير برامجها التعليمية، وإرساء قواعد البحث العلمي، وتوظيف نتائجه لخدمة قطاعات المجتمع وتعزيز قدرات الاقتصاد الوطني». ولفت إلى أن هذا المؤتمر يُعقد في وقت «تشهد فيه بلادنا نهضة حضارية شاملة، تشمل كل الميادين، وتمتد إلى كل المجالات، وهو ما يزيد أهمية هذا المؤتمر، ويساعدنا على تحقيق إنجازات جديدة». بدوره، أشار وكيل الجامعة للدراسات والأبحاث التطبيقية الدكتور سهل عبد الجواد، إلى أن التقدم الذي تم إحرازه في مجال التحليل العددي والأمثلة في السنوات السابقة، «لا يزال في حاجة إلى جهد علمي، لمواجهة التحديات الرياضية، التي نأمل أن يساعد هذا المؤتمر في حل كثير منها». وأوضح عبد الجواد، أن المؤتمر «يوفر لأساتذة الجامعة ونظرائهم في مجال البحث، فرصة جيدة لتبادل المعلومات والآراء والخبرات، والوقوف على آخر المستجدات في مجال التحليل العددي والأمثلة، وهو ما يساعد على تحسين البيئة البحثية المحلية والإقليمية وتطويرها، ويتوافق من ناحية أخرى، مع نهج الجامعة في بناء شراكة فاعلة مع جامعات ومراكز بحثية متطورة، ومواكبة المعايير الدولية في البحث العلمي». وأكد أهمية علم الرياضيات، وبصفة خاصة التطبيقية والتحليل العددي والأمثلة، التي عدَّها «القاعدة الأساسية التي ترتكز عليها تطبيقات كثير من العلوم الحديثة، ومن دونها لا يمكن التغلب على التحديات المعاصرة في الهندسة والصحة والاقتصاد، وذلك من خلال تطبيق النظريات الرياضية على كثير من التحديات التي تواجه العلماء في هذه المجالات ذات الأهمية التنموية الكبرى». وأبان أن محاور المؤتمر تدور حول «ربط التخصصات الهندسية والطبية والمالية والنفسية في التحليل العددي والأمثلة، في وقت أصبحت فيه التخصصات العلمية متكاملة ومترابطة، ولا يستغني أحدها عن الآخر، ولأن الأدوات والحلول الرياضية تستطيع النهوض بدور كبير في حل كثير من المشكلات التي تواجهها قطاعات كثيرة».