لم تقف المعركة بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة والثوار في مصر عند حدِّ الرشق المتبادل بالحجارة في شارع الشيخ ريحان، إذ دارت بينهما معركة أخرى على الفضاء الالكتروني تبادلوا خلالها الاتهامات من خلال «الكليبات» التي تبرز تجاوزات وانتهاكات الطرفين. الثوار اعتادوا «فضح» تجاوزات القوات الأمنية ضد المتظاهرين من خلال الصور والكليبات المصورة التي ينشرونها سريعاً على موقع «فيس بوك»، كسلاح قوي في معركتهم ضد العسكر، إذ أنه يؤتي ثماره سريعاً من خلال زيادة الحشود الغاضبة من مشاهد السحل والعنف. وفي الاشتباكات الأخيرة عمد النشطاء إلى إبراز انتهاكات جنود الجيش ضد النساء لإثارة الرأي العام ضد عنف العسكر وأيضاً لإحراج الإسلاميين، فاهتموا بصور تظهر فيه فتاة محجبة وجنود من الجيش يضربونها ويسحلونها عارية من معظم ملابسها، وهي الصورة التي أثارت حنقاً وغضباً عارماً في الشارع. وكذلك نشروا صوراً لفتاة وشاب يضربهم جنود الجيش بالهروات والعصا الخشبية بعنف شديد، لكن مؤيدو المجلس العسكري ظلوا يشككون في هذه الصور فما كان من النشطاء إلا أن نشروا كليبات لنفس الوقائع لوقف التشكيك. وبدا أن جنود الجيش «المنفعلين» لا يعون أهمية الإعلام، إذ رصدت «الحياة» محاولات من المارة أثناء فضِّ اعتصام ميدان التحرير أول من أمس لإثناء الجنود عن سحل الموقوفين لئلا تحسب هذه الممارسات «المستفزة» على الجيش، لكن الجنود لم يعبأوا بهذه النصائح بل وتمادوا في هذه الانتهاكات. في المقابل، دخل الجيش على خط «فضائح الكليبات»، إذ نشر في صفحته الرسمية على موقع «فيس بوك» فيديو يوضح اعتداء متظاهرين على مبنى هيئة الطرق والكباري في حرم البرلمان ومحاولة حرقه وتسكير أسوار البرلمان الحديدية وحديث بين شباب عن وجود «بنادق» بحوزتهم واستعدادهم لإحضارها لضرب جنود الجيش. واعتبر الجيش أن هذا الأمر جزء من المخطط الذي يدبر ضد مصر. وكان التشكيك في انتظار كليبات الجيش أيضاً، إذ نشر النشطاء صوراً لجندي من الجيش أثناء اقتياده فتاة من المتظاهرين، واعتبروا أن هذا الجندي هو ذات الشخص الذي ظهر في كليب الجيش ويحاول إحراق مبنى هيئة الطرق والكباري. كما أذاع التلفزيون المصري اعترافات لصبية وفتيات قال إنهم من الموقوفين على ذمة التحقيقات في أحداث مجلس الوزراء. وروى بعضهم أن شباب من حركة «6 أبريل» حرَّضوهم على العنف، وتحدث آخرون عن أموال ومخدرات توزع على المعتصمين في الميدان.