كشف ممثل هيئة التحقيق والادعاء العام أن موقوفاً في قضايا أمنية اعترف بتبني أكاديمي سعودي المنهج التكفيري، وكذلك استقباله أحد منفذي تفجير مصفاة بقيق في منزله، وحرض آخرين على الذهاب إلى العراق. والأكاديمي موقوف بتهمة التحريض والمساعدة في تفجير مصفاة بقيق عام 2006، وتبني الدعوة إلى اعتصام في الحرم المكي. وأضاف ممثل الادعاء العام خلال الجلسة الثالثة في المحكمة الجزائية المتخصصة في النظر في قضايا المطلوبين أمنياً في الرياض أمس، وحضرها شقيق الأكاديمي وثمانية من أبنائه أن إفادة أحد المتهمين ضد الأكاديمي تضمنت انتهاج المنهج التكفيري، وأمْر بعض الموقوفين الذهاب إلى العراق، فيما اعتراف آخر بأنه بعد المشاركة في تنفيذ عملية تفجير مصفاة بقيق الذي نفذها الانتحاريان عبدالله التويجري ومحمد صالح الغيث (اسماهما مدرجان على قائمة ال36) بتوجيه من زعيم تنظيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن، بأنه زار المتهم وأخبره بعدم استطاعته السفر بسبب الأحداث في المنطقة، فذكر له - أي الأكاديمي - أن الشهيد ينال أجره حتى لو مات على فراشه، وإفتاؤه لأحد الموقوفين بأن حكم الذهاب للحرب في العراق (فرض عين). وأنكر الأكاديمي (المتهم) ما ذكره بعض الشهود الموقوفين، التي استدل بها المدعي العام في دعواه، موضحاً أنها لا تزن في ميزان الشريعة شيئاً، لأن القرآن والسنة وأقوال الصحابة يرون أن أقوال الشخص لا تعتبر إذا لم يكن مختاراً (وإنه لا إكراه في الدين)، مؤكداً أن ما قاله الشهود غير صحيح، وأنه لا يعرفهم. ورفع القاضي الجلسة لاستكمال عرض أدلة الادعاء العام التي تشمل نتائج فحص المضبوطات في الجلسة المقبلة، فيما حضر الجلسة ممثلو هيئة حقوق الإنسان، وتم منع وسائل الإعلام من الحضور من دون معرفة الأسباب، ولا سيما أن وزارة العدل فتحت أبواب المحاكم لحضورها من دون استثناء جلسة عن أخرى. والأكاديمي المتهم استطاع، بحسب لائحة ممثل الادعاء العام، تجنيدَ أحد الأشخاص، وهو موقوف لدى الأجهزة الأمنية السعودية لاعتناق فكر تنظيم القاعدة ومنهجه، ما نتج منه قناعة الأخير بالفكر الضال والمنهج المنحرف، ومشاركته في تفجير مصفاة بقيق، فيما دعم آخرَ من المنحرفين مادياً للسفر إلى مناطق تشهد فتناً وقتالاً واضطرابات للانضمام إلى التنظيم الإرهابي والمشاركة في القتال الدائر هناك. واتُّهم الأكاديمي بتبني فكرة الاعتصام في الحرم المكي لتحقيق أهدافه، خصوصاً أنه من مؤيدي تنظيم «القاعدة»، إذ اعتنق منهج الخوارج في التكفير المخالف للكتاب والسنة، وعمل على تجنيد أحد رجال الأمن (موقوف حالياً)، لخدمة التنظيم وتحقيق أهدافه داخل البلاد، بإقناعه بحُرمة العمل في جهاز المباحث العامة، وحرمة ما يتقاضاه من أجر نتيجة العمل في هذا الجهاز.