اتهم ممثل الادعاء العام في المحكمة الجزائية الخاصة في الرياض أمس، أكاديمياً سعودياً بالمشاركة في التحريض والمساعدة في تفجير مصفاة بقيق عام 2006. ونُفِّذ التفجير يومَها بتوجيه من زعيم تنظيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن، كما اتهمه بالشروع في تفجير منشأتين نفطيتين باستخدام سيارتين مفخختين، وتبني الدعوة إلى اعتصام في الحرم المكي لتحقيق أهدافه. وأوضح الناطق باسم وزارة العدل السعودية الدكتور عبدالله السعدان، أن المتهم «شرع في تفجير منشأتين نفطيتين بسيارتين مفخختين، بالاتفاق مع احد العناصر المشاركة في هذه العملية الإرهابية، وهو موقوف». وأشار إلى أنه «اتفق وحرّض وساعد في تفجير مصفاة بقيق (شرق السعودية) من خلال تسليم أحد المشاركين في تفجير المصفاة نحو 20 ألف ريال سعودي. وأسفر التفجير عن مقتل عدد من رجال الأمن». وقال السعدان إن المتهم «جنَّد أحد الأشخاص، وهو موقوف لدى الأجهزة الأمنية السعودية لاعتناق فكر تنظيم القاعدة ومنهجه، ما نتج منه قناعة الأخير بالفكر الضال والمنهج المنحرف، ومشاركته في تفجير مصفاة بقيق، فيما دعم آخر من المنحرفين مادياً للسفر إلى مناطق تشهد فتناً وقتالاً واضطرابات للانضمام إلى التنظيم الإرهابي والمشاركة في القتال الدائر هناك». وكان تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، وبناء على توجيهات ابن لادن، استهدف مصفاة بقيق النفطية، في عملية نفذتها مجموعة أطلق عليها اسم «سرية أسامة بن لادن»، من خلال البوابة الخلفية للمجمع، ثم فجرت سيارة مفخخة. وأشار ممثل الادعاء إلى أن المتهم «تبنى فكرة الاعتصام في الحرم المكي لتحقيق أهدافه، وهو من مؤيدي تنظيم القاعدة، إذ اعتنق منهج الخوارج في التكفير المخالف للكتاب والسنة، وعمل على تجنيد أحد رجال الأمن، وهو موقوف حالياً، لخدمة التنظيم وتحقيق أهدافه داخل البلاد، بإقناعه بحُرمة العمل في جهاز المباحث العامة، وحرمة ما يتقاضاه من أجر نتيجة العمل في هذا الجهاز». ولفت ممثل الادعاء إلى أن «المتهم اقترح خطف عدد من الضباط من الجنسية الأميركية في المملكة، بهدف الضغط على الحكومة الأميركية لإطلاق المصري الشيخ عمر عبدالرحمن الذي صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد لتحريضه على تفجير برج التجارة العالمية في نيويورك، والتحريض ضد شخصيات أميركية، والتحريض على علماء البلاد، واعتناق منهج الخوارج في الجهاد من خلال القول على الله بغير علم بعينية الجهاد من دون إذن ولي الأمر في العراق وأفغانستان، وإقناعه عدداً من الأشخاص بذلك، وما نتج عن ذلك من استغلال بعضهم في تنفيذ عمليات انتحارية». وأضاف: «وصف المخالفين لرأيه في الجهاد بالمتخاذلين، وتواصل مع المقاتلين في العراق وأفغانستان، وامتدت علاقته بعدد من الأشخاص في سورية ممن يساعدون الشباب وينسقون لهم السفر إلى العراق من أجل المشاركة في القتال هناك، وتحريض الغير على السفر للمشاركة في القتال الدائر في مواطن الفتن تحت رايات علمية ضالة، كما نقض ما سبق أن تعهد به لدى الأجهزة الأمنية». وجاء مثول المدعى عليه أمام القضاء السعودي أمس، بعد رفضه المثول ثلاث جلسات سابقة، وطلب المتهم منحه مهلة للرد عليها والتفكير في تمكين محام للرد عنه في الجلسة المقبلة في غضون 15 يوماً. وحضر الجلسة ممثل حقوق الإنسان، ولم يسمح القاضي لوسائل الإعلام بحضور الجلسة.