اتهم ممثل هيئة التحقيق والادعاء العام في المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أمس أكاديمياً سعودياً بالمشاركة بالتحريض والمساعدة في تفجير مصفاة بقيق النفطية في عام 2006، الذي نُفِّذ بتوجيهات من زعيم تنظيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن. واتهمه بالشروع في تفجير منشأتين نفطيتين باستخدام سيارتين مفخختين، فيما تبنى المتهم فكرة الدعوة إلى اعتصام في الحرم المكي في مكةالمكرمة لتحقيق أهدافه، وذلك خلال تلاوة ممثل الادعاء العام لائحة الاتهام الموجهة له في الجلسة التي عقدت أمس (الأربعاء) وفقا لما نشرته صحيفة الحياة بقلم الزميل تاصر الحقباني . وأوضح المتحدث باسم وزارة العدل السعودية الدكتور عبدالله السعدان أن المتهم شرع في تفجير منشأتين نفطيتين بسيارتين مفخختين، بالاتفاق مع احد العناصر المشاركة في هذه العملية الإرهابية وهو موقوف. وأشار إلى أن المتهم اتفق وحرض وساعد في تفجير مصفاة بقيق (شرق السعودية) من خلال تسليم أحد المشاركين في تفجير المصفاة نحو 20 ألف ريال سعودي. ونتج من التفجير مقتل عدد من رجال الأمن. وقال السعدان إن المتهم جند أحد الأشخاص، وهو موقوف لدى الأجهزة الأمنية السعودية لاعتناق فكر ومنهج تنظيم «القاعدة»، ما نتج منه قناعة الأخير ب»الفكر الضال» والمنهج المنحرف، ومشاركته في تفجير مصفاة بقيق النفطية، فيما دعم آخر من أحد المنحرفين فكرياً مادياً للسفر إلى مناطق تشهد فتناً وقتالاً واضطرابات للانضمام إلى التنظيم الإرهابي والمشاركة في القتال الدائر هناك. وكان تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، وبناء على توجيهات من زعيمه السابق في أفغانستان أسامة بن لادن، استهدف مصفاة بقيق النفطية، في عملية نفذتها مجموعة أطلق عليها «سرية أسامة بن لادن»، من خلال البوابة الخلفية للمجمع، ثم انفجرت سيارة مفخخة كان على متنها المطلوبان في قائمة ال36 في الداخل عبدالله عبدالعزيز إبراهيم التويجري ومحمد صالح محمد الغيث. وأشار ممثل الادعاء في هيئة التحقيق والادعاء العام السعودية إلى أن المتهم تبنى فكرة الاعتصام في الحرم المكي في مكةالمكرمة لتحقيق أهدافه، وهو من مؤيدي تنظيم «القاعدة»، إذ اعتنق منهج «الخوارج» في التكفير المخالف للكتاب والسنة، وعمل على تجنيد أحد رجال الأمن، وهو موقوف حالياً، لخدمة التنظيم وتحقيق أهدافه داخل البلاد، بإقناعه بحُرمة العمل في جهاز المباحث العامة، وحرمة ما يتقاضاه من أجر نتيجة العمل في هذا الجهاز. ولفت ممثل الادعاء إلى أن المتهم اقترح اختطاف عدد من الضباط من الجنسية الأميركية في المملكة، بهدف الضغط على الحكومة الأميركية لإطلاق المصري الشيخ عمر عبدالرحمن الذي صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد لتحريضه على تفجير برج التجارة العالمية في نيويورك، والتحريض ضد شخصيات أميركية، والتحريض على علماء البلاد، واعتناق منهج «الخوارج» في الجهاد من خلال القول على الله بغير علم بعينية الجهاد من دون إذن ولي الأمر في العراق وأفغانستان، وإقناعه عدداً من الأشخاص بذلك، ما نتج من ذلك استغلال بعضهم في ضوئية لبيان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. تنفيذ عمليات انتحارية. وأضاف: «وصف المخالفين لرأيه في الجهاد بالمتخاذلين، وتواصل مع المقاتلين في العراق وأفغانستان، وامتدت علاقته بعدد من أشخاص في سورية ممن يساعدون الشباب وينسقون لهم السفر إلى العراق، من أجل المشاركة في القتال هناك، وتحريض الغير على السفر للمشاركة في القتال الدائر في مواطن الفتن تحت رايات علمية ضالة، كما نقض ما سبق أن تعهد به لدى الأجهزة الأمنية». ويأتي مثول المدعى عليه أمام القضاء السعودي أمس بعد رفضه المثول ثلاث جلسات سابقة. وبدأت المحاكمة بتلاوة التهم الموجهة إلى المتهم من الادعاء العام. وطلب المتهم منحه مهلة للرد عليها والتفكير في تمكين محام للرد عنه في الجلسة المقبلة في غضون 15 يوماً. وحضر الجلسة ممثل حقوق الإنسان، ولم يسمح القاضي لوسائل الإعلام بحضور الجلسة.