رأى رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة «إن الأطروحات السياسية التي أثارها البعض في الأيام الماضية والداعية عملياً إلى صرف النظر عن انتخاب رئيس للجمهورية والالتهاء بدعوات إلى انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب على مرحلتين، تعني في المحصلة تغيير النظام السياسي اللبناني الذي دفع اللبنانيون من أجل إنضاجه أثماناً فادحة وصولاً إلى ما تحقق في اتفاق الطائف»، مشيراً إلى أن «أي تفكير بالتغيير والتعديل في النظام السياسي بشكل ارتجالي ومتسرع من شأنه تعقيد الأمور أكثر من وضعها على طريق الحل». وقال السنيورة خلال رعايته إفطاراً سنوياً في صيدا في حضور فعاليات صيدا ومنطقتها: «إن التعديلات المقترحة بحاجة إلى التروي والتفكير المدروس والحوار المعمق والبت في شأنها يجب أن يكون مبنياً على قناعات عامة وليس على أطروحات وطموحات فردية»، لافتاً إلى إن الحكمة تقتضي في هذه المرحلة «العمل على إنقاذ بلدنا وإبعاده عن الشرور وليس دفعه باتجاه المطبات والمآزق السياسية والأمنية. والوطنية تقتضي في هذه المرحلة النظر إلى مصالح اللبنانيين الوطنية وليس إلى مصالح السياسيين الشخصية». واعتبر السنيورة «إن الأنظمة العربية الاستبدادية استولدت نسختها الأكثر تطرفاً والأكثر عنفاً ودموية». وقال: «يطرح السؤال نفسه الآن علينا نحن اللبنانيين المحاطين بالحرائق والأزمات وأنهار الدماء، ما العمل، وهل سيجد التطرف والتشدد والإرهاب لهما مكاناً بيننا؟، انطلاقاً من ذلك نشدد على العودة إلى الاعتدال والوسطية». ورأى إن «المطلوب اليوم العودة إلى التمسك بالعيش المشترك الإسلامي المسيحي الذي قام عليه لبنان، وتطور عبره الميثاق الوطني ونظامنا السياسي الحالي، وهو النظام الديموقراطي البرلماني»، مشيراً إلى «أننا من أجل حماية بلدنا علينا الالتزام والتمسك بنقاط إجماعنا الوطني وأولها الدستور بنصه وروحه الميثاقية التي تكرس في اتفاق الطائف وبسياسة النأي بالنفس وبإعلان بعبدا». ودعا السنيورة «إلى وقف الانزلاق في مشكلات المنطقة وحرائقها فبلدنا لا يمكن حمايته بالاستمرار في الانغماس في تلك المشكلات والابتعاد عن سياسة النأي بلبنان عن أتونها، في 14 آذار من عام 2005 ألهمتنا روح شهيدنا الكبير رفيق الحريري لكي نخرج من سجن الوصاية والاستبداد إلى فضاء الوطن الذي يضم كل فئات الشعب على تنوعه بمسلميه ومسيحييه. وكانت ولادة تحالف قوى 14 آذار، ولادة طبيعية بسبب نضوج وعي اللبنانيين بوطنهم وبدولتهم وبتكاتفهم في مواجهة الوصاية والاستبداد والطغيان». وقال: «إننا نعلن تمسكنا بهذا التحالف الوطني الكبير، لحماية لبنان من أسر الوصاية الإقليمية التي يقع فيها البعض ولحمايته من جنوح التطرف والإرهاب». وإذ لفت السنيورة إلى أن «القوى الأمنية نجحت وبتوجيهات من السلطة السياسية في التصدي لموجة من الإرهابيين وتمكنت من إحباط مخططات إرهابية كانت معدة لإلحاق الضرر بلبنان واللبنانيين»، أشار إلى أن «الحقيقة التي باتت ساطعة بوضوح لدى كل اللبنانيين أن من يحميهم هو قواهم الأمنية الشرعية ومن يتسبب باستجلاب المخاطر لهم هي قوى الميليشيات والمسلحين بمسميات متعددة». وقال: «لقد تسبب حزب الله باستجلاب الشرور إلى لبنان نتيجة مشاركته في القتال في سورية، لكن التجارب أثبتت أن من يحمي اللبنانيين من شرور الإرهاب هو تضامنهم في ما بينهم وحرصهم على سلمهم الأهلي واحترامهم لدستورهم ومؤسساتهم الرسمية»، مطالباً حزب الله «بالانسحاب من القتال في سورية والعراق والعودة إلى لبنان». والتقى السنيورة بعد ظهر أمس، سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان علي بن عواض عسيري. وكان بحث في أوضاع لبنان والمنطقة. مكاري: اقتراح عون يعرقل «الرئاسة» واعتبر نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري أن اقتراح رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في شأن انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب لا يؤدي إلى أي نتيجة، بل على العكس يُعرقل انتخاب رئيس الجمهورية، مشيراً إلى «استحالة تطبيقه». وقال ل «المركزية» إن «عون أصبح على اقتناع بأنه مع هذا الدستور ومع المجلس النيابي الحالي لا يمكن انتخابه رئيساً للجمهورية، لذلك أراد توجيه الأنظار إلى موضوع جديد ظناً منه أنه قد يكسب مزيداً من الوقت بانتظار تغير الظروف القائمة». وأكد أن «طرح عون غير قابل للتطبيق، لا دستورياً ولا شعبياً في ظل هذه الظروف». وأوضح أن «إنجاز الاستحقاق الرئاسي لا يزال متأخراً، لأن الظروف لم تنضج بعد»، مشيراً إلى أن «التعقيدات الداخلية في الملف الرئاسي أكبر من الخارجية».