تصاعد السجال في ليبيا حول شرعية العمليات التي تقوم بها قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، فضلاً عن جدواها في تحقيق أهدافها المعلنة في مكافحة الإرهاب، في وقت بلغ مسلسل الاغتيالات التي تطاول عسكريين ورجال دين ذروته. ورد محمد حجازي الناطق باسم قوات حفتر، على محمد صوان رئيس حزب العدالة والتنمية الذراع السياسي ل «الإخوان»، والذي طالب الحكومة الموقتة بأن تعلن موقف واضح مما يسمى ب «عملية الكرامة»، ومن حفتر. ووصف صوان ب «المخزي» صمتَ الحكومة في مواجهة ما يقوم به حفتر من قصف لمدينة بنغازى متحدياً مؤسسات الدولة وخارجاً عن إطار القانون. وهاجم الناطق باسم حفتر صوان وكلاً من القيادي الإسلامي عبد الحكيم بلحاج ووكيل وزارة الدفاع خالد الشريف وعضو البرلمان عبد الوهاب القايد، وقال إنهم «بيادق لأجهزة الاستخبارات القطرية والتركية». واتهم حجازي «كتلة الوفاء للشهداء» في البرلمان (المؤتمر الوطني العام)، وجماعة «الإخوان المسلمين» الليبية، باحتضان «الإرهابيين» والتستر عليهم وتوفير غطاء مالي وسياسي لهم. وفي محاولة لتظهير إنجازات ل «عملية الكرامة»، قال حجازي إن قوات حفتر اعتقلت فرنسياً ونمساوياً في مدينة البيضاء (شرق) يعملان لدى الأممالمتحدة، و «اتضح أنهما جاسوسان لدول أجنبية». وأضاف الناطق باسم حفتر إنه تم إطلاق سراح الجاسوسين «بعد أخذ إذن الشعب الليبي»، على حد تعبيره، من دون إعطاء توضيحات، لكنه أشار إلى أن المعتقلين كانت في حوزتهما «معدات اتصال وتصوير متطورة». وتصاعدت الاغتيالات في بنغازي، وكان أحدث ضحاياها الخميس، العقيد المُتقاعد في الدفاع الجوي فرج الورفلي وصفوان الجويلي الذي يعمل مُترجماً لدى الشرطة الدولية (الإنتربول)، والشيخ محمد الفرجاني إمام مسجد الأوزاعي في بنغازي.كذلك اغتيل الشيخ مبروك المحمودي إمام وخطيب مسجد أبوبكر الصديق في بنغازي برصاص مجهولين. واقدم مجهولون على اغتيال المحقق في البحث الجنائي ناصر بن زبلح ومرافقه أنس الحداد. ويذكر أن بن زبلح هو الضابط الذي حقق مع الحارس المصري في منزل المحامية سلوى بوقعيقيص التي اغتيلت لدى اقتحام مسلحين منزلها الأسبوع الماضي، وخطف زوجها العضو المنتخب في مجلس بلدية بنغازي. وكان الحارس المصري قتل خلال التحقيق معه. وعثر في بنغازي على جثة المواطن رجب العدولي. والعدولي سجين سابق في قضايا جنائية، وأفيد أن عناصر تابعة لمديرية الأمن ألقت القبض عليه الأربعاء بسبب تقديم بلاغات ضده من عدد من المواطنين. كذلك عثر على أربع جُثث هوية أصحابها مجهولة. من جهة أخرى، اختطف رجل الدين المعتدل طارق عباس في طرابلس، كما اختطف عقيد في الجيش الليبي يعمل في قاعدة مرتوبة في منطقة الفتايح شرق مدينة درنة. كما اختطف في درنة عبدالله رافع وهو موظف سابق في جهاز الأمن الخارجي التابع للنظام السابق.