طلبت السفارة الأميركية في الجزائر من موظفيها تجنب الفنادق التي تملكها أو تديرها شركات أميركية، مشيرة إلى معلومات عن احتمال تعرض هذه الأماكن لهجمات «إرهابية» خلال الاحتفالات بذكرى الاستقلال في كل من الولاياتالمتحدةوالجزائر. ولم يسبق للإدارة الأميركية أن أصدرت تحذيراً مماثلاً حتى في ذروة العمليات الانتحارية التي شنتها «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» في خريف العام 2006، بعد انضمامها إلى تنظيم «القاعدة» وتحولها إلى «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». ولم يصدر عن الحكومة الجزائرية موقف من التحذير الأميركي، فيما قال نور الدين بلمداح عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الجزائري والنائب عن حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، إن «التحذير الأميركي مفاجئ ومناقض للتصريحات الرسمية في واشنطن التي تتحدث عن استتباب الأمن» في الجزائر. ورأى أن البيان يوحي بأنّ «أميركا متواطئة مع الإرهابيين، إذ كيف تحذر رعاياها فقط ولا تنسق مع القوى الأمنية الجزائرية وتزودها بالمعلومات اللازمة؟». وتنشر السلطات الجزائرية بضع رجال شرطة في محيط السفارة الأميركية، وتراقب باستمرار المنطقة التي تضم مقار إقامة مسؤولين، إضافة إلى المنزل العائلي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ويأتي التحذير من هجمات في الجزائر في سياق معلومات أميركية عن عمليات إرهابية محتملة تستهدف الطائرات المدنية، ومنها «تهديد إرهابي محدد» لمطار أنتيبي الدولي في العاصمة الأوغندية كمبالا، إضافة إلى تهديدات لرحلات جوية متجهة إلى المطارات الأميركية، ما استدعى استنفاراً في المطارات في أكثر من دولة. كما عززت فرنسا أمس إجراءات الأمن للرحلات المتجهة إلى الولاياتالمتحدة، استجابةً لطلب واشنطن، التي حذرت من استخدام إرهابيين يحملون جوازات سفر غربية وينطلقون من مطارات في أوروبا والشرق الأوسط، قنابل جديدة متطورة يصعب اكتشافها. وتستمر الإجراءات الأمنية طيلة فترة الصيف، علماً بأن فرنسا تسيّر 43 رحلة إلى الولاياتالمتحدة يومياً.