اغلقت السفارة الأميركية في القاهرة أبوابها امس، فيما سيشمل هذا الأجراء 21 سفارة اميركية في العالم اليوم، بعد ورود معلومات استخباراتية «محددة وذات صدقية عن تحضير تنظيم القاعدة وتنظيمات تابعة لها اعتداءات ارهابية وشيكة، يمكن ان تستهدف مصالح غربية ووسائل نقل وبنى تحتية سياحية في الشرق الأوسط وسواها هذا الشهر». وقد يستمر الإغلاق فترة اطول، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية اول من أمس، علماً ان الولاياتالمتحدة تعمل لتعزيز أمن بعثاتها في الخارج منذ الاعتداء الذي استهدف قنصليتها في مدينة بنغازي الليبية في 11 ايلول (سبتمبر) الماضي، حين قتل السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة من مساعديه. وحذت بريطانيا وألمانيا وفرنسا حذو الولاياتالمتحدة بإعلان اغلاق سفارتيهما في اليمن اليوم وغداً. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية: «سحبنا عدداً من افراد طاقم سفارتنا في صنعاء، لأننا قلقون خصوصاً من الوضع الأمني في الأيام الأخيرة لشهر رمضان ومناسبة عيد الفطر». وأفاد الموقع الإلكتروني للسفارة الألمانية في صنعاء بأن «الوضع في انحاء البلاد مهدد، ويمكن شن هجمات ارهابية في اماكن نائية والعاصمة صنعاء». وفيما اطلقت الخارجية الأميركية تحذيراً عالمياً من السفر ينتهي في 31 الشهر الجاري، طالب الرئيس الأميركي باراك اوباما فريقه للأمن القومي باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية مواطنيه من خطر هجمات ارهابية، خصوصاً ان تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» الذي يتخذ اليمن مقراً له ويعد بين أهم اجنحة التنظيم في العالم، حاول شن هجمات داخل الولاياتالمتحدة في السنوات الأخيرة، بينها محاولة تفجير طائرة متجهة من امستردام الى ديترويت في 15 كانون الأول (ديسمبر) 2009. لكن لفت عدم اهتمام اميركيين قصدوا وجهات خارجية من مطار «دولز» الدولي خارج العاصمة واشنطن، بالتحذير. وقال ناتان براندبورج الذي توجه الى بريطانيا للمشاركة في مسابقة صيد: «لست خائفاً من السفر خصوصاً في ظل اجراءات الأمن المشددة حالياً والتي لا تضايقني». وبالنسبة الى بعض الأميركيين يرتبط القلق بالمكان الذي يسافرون اليه. وقال جيمس ميلبي المغادر الى كوبنهاغن: «لو كنت ذاهباً الى الشرق الأوسط لألغيت رحلتي». اما محمد مصطفى الحاصل على جنسية اميركية والمسافر الى مصر، فصرح بأن التحذير «لن يمنعني من السفر لكنني سأتخذ احتياطات استناداً الى التحذير البالغ الأهمية لجميع المسافرين والأميركيين الذي يحتاجون الى رعاية انفسهم، والتواجد في اماكن آمنة فقط». ومنذ تفجير طائرة شركة «بانام» الأميركية فوق مدينة لوكربي الإسكتلندية عام 1988، حين قتل 270 شخصاً، باتت الإدارة الأميركية ملزمة بإعلام جميع الأميركيين بأي معلومات امنية تصدرها الى موظفيها. وهي اصدرت آخر تحذير عالمي في 19 شباط (فبراير) الماضي. واعتبرت زعيمة الكتلة الديموقراطية في مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي انه «من المفيد ان نعتقد بأن هذه التهديدات جدّية». اما النائب الجمهوري جايسون شافيتز فقال إن «الولاياتالمتحدة مستهدفة يومياً بتهديدات، لكن الأمر بلغ مستوى جديداً». ورجّح مسؤول أميركي سابق اصدار الخارجية الأميركية تحذيرات لمواطنيها من السفر ب «هدف ايقاف مخطط ظهرت خيوطه الأسبوع الماضي لعملية ناشطة للقاعدة في شبه الجزيرة العربية». وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الى ان مسؤولين استخباراتيين اقتفوا أثر عدد آخر من تهديدات «القاعدة» في أفريقيا وجنوب آسيا، موضحة أن المسؤولين الاستخباراتيين في تونس يراقبون مخططات محتملة ل «القاعدة» وأنصار الشريعة ضد أهداف أميركية أو أوروبية في العاصمة التونسية.