تبادل المهتمون بشأن مراكز الأحياء والمستفيدون منها الاتهامات، ورمى كل منهما على الآخر باللائمة على الحال التي من المفترض أن تكون عليها تلك المراكز. ففي الوقت الذي شكا فيه الشبان في المدينةالمنورة من عدم تلبية المراكز لحاجاتهم وتطلعاتهم بفقدها للكثير من الوسائل الجاذبة لهم، انتقد مسؤولون قصور فهم شريحة واسعة من السكان لرسالة المراكز وأهدافها، مشيرين إلى أن الغالبية العظمى التي تتجاوز 70 في المئة من الذين تعنيهم خدمات المراكز يسيئون النظرة إليها. وغير بعيد عن إساءة المفاهيم، فإن فلسفة مراكز الأحياء أوجدت خلطاً كبيراً في أوساط عامة الناس بعدما سرت الادعاءات تسابق بعضها بأنها تعطيل لدور العمدة في الحي ومشروع لإسقاطه عن هيبته ولو بعد حين، ما انبرى له رئيس مجلس مركز حي السامر بسام أخضر الذي قال بعكس ذلك وأكد أنهما مكملان لبعضهما بعضاً ولا غنى عن الأول دون الثاني. ويعود تاريخ إنشاء أول جمعية لمراكز الأحياء في منطقة مكةالمكرمة إلى عام 1410 حينما أنشئت الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية بالمدينةالمنورة على يد الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز التي كانت مراكز الأحياء إحدى لجانها وأنشطتها، وتمكن (رحمه الله) من نقل التجربة إلى منطقة مكةالمكرمة بعد توليه إمارتها فعمل جاهداً على تطوير المشروع بشمولية واسعة حتى أنشئت عام 1424 تحت مسمى «جمعية مراكز الأحياء بمنطقة مكةالمكرمة». ليصبح عددها في كل من مكةالمكرمةوجدة والطائف أكثر من 70 مركزاً في الوقت الراهن.