إسطنبول، باريس - أ ف ب – اعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في كلمة ألقاها أمام البرلمان ليل الأربعاء – الخميس، أن فرنسا تفكر بعقلية «تعود إلى العصور الوسطى» وتسعى إلى الترويج لها، وذلك قبل مناقشة البرلمان الفرنسي الخميس المقبل مشروع قانون لمعاقبة إنكار «الإبادة» الجماعية التي تعرض لها الأرمن عام 1915 بالسجن حتى سنة ودفع غرامة مقدارها 45 ألف يورو (58 ألف دولار). وأعلنت السفارة التركية في باريس أن أنقرة سترد على إقرار مشروع القانون بعواقب «لا رجوع عنها» في كل مجالات العلاقات الثنائية بدءاً بسحب سفيرها في باريس. وقالت الناطقة باسمها انجين سولاك اوغلو: «ستعتبر تركيا ذلك عملاً معادياً من فرنسا، وقد تجمد كل تعاونها مع حكومتها وكل المشاريع المشتركة»، علماً أن البلدين يتشاوران حالياً حول مشاريع لبناء محطات نووية. وقال داود أوغلو: «إذا جرى تشريع الاقتراح ستكون فرنسا رائدة في العودة إلى عقلية العصور الوسطى في أوروبا من خلال عقيدة متصلبة جديدة لتفسير التاريخ تحرّم الفكر المغاير، ويشكل تبنيها الخطر الأكبر على أوروبا». وشدد الوزير على أنه «يستحيل عدم الرد على محاولة زعيم دولة أو حكومة أو برلمان للمس بشرف بلادنا وأمتنا»، علماً أن البرلمان التركي سيبعث الاثنين وفداً برئاسة فولكان بوزكير، رئيس لجنته للعلاقات الخارجية، إلى باريس لتوضيح الضرر الذي سيلحقه تبني قانون في شأن «معاقبة إنكار الإبادة» بالعلاقات الثنائية بين البلدين. ويقول الأرمن إن حوالى 1,5 مليون من شعبهم قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى على أيدي القوات العثمانية في حملة «إبادة جماعية»، لكن تركيا ترفض هذا الوصف.