يدعو الأطباء واختصاصيو التغذية الصائم إلى ضرورة تناول وجبة السحور، لأهميتها في الحفاظ على نشاط الجسم، ومدّه بالطاقة طيلة فترة إمساكه عن الطعام. لكن هذه الوجبة قد تسبّب مشاكل ومضاعفات على صحته، إذا لم يراعِ الشروط الصحية، لجهة نوعية المأكولات التي يستهلكها. من هنا يتوجّب عليه تناول المأكولات الصحية، والامتناع عن غير الصحي منها. ويجب أن تعتمد وجبة سحور الصائم على المأكولات بطيئة الهضم، وهي موجودة في مختلف مشتقات القمح والخضروات والفاكهة، وعلى الأطعمة التي تزوّد الجسم بالطاقة، كالتمر، والفيتامينات المختلفة وخصوصاً الفيتامين "سي"، الذي يقوّي المناعة التي تضعف خلال شهر رمضان. كما أن تناول الزبادي، أو اللبن، يزوّد الجسم بحاجته من الفيتامينات، ويسهّل عملية الهضم. ولأن العطش هو مشكلة الصائم الأساسية، يُنصح بتناول الخضراوات والفواكه الغنية بعنصر الماء، كالخس والبطيخ والكرز، وغيرها. وبشأن الماء على السحور، هناك اعتقاد خاطئ بأن شربه بكميات كبيرة يخفف الشعور بالعطش، وهذا غير صحيح، لأن الجسم يتزوّد بحاجته من الماء، ويتخلّص مما يفيض عن حاجته. لذا نصيحتنا للصائم بأن يكتفي بما يحتاجه جسمه من ماء، ويتجنّب في المقابل الأطعمة المسببة للإحساس بالعطش، كالتوابل والأطعمة المالحة. ولا ننسى أن الدماغ قد يكون مسؤولاً في أحيان كثيرة عن الشعور بالعطش أو بالجوع، إذ يبدأ الشخص بالتفكير في طول اليوم، وعدد ساعات الصيام، وشدة الحرّ، وهذا يعطي إشارات إلى جدار المعدة بالجوع والعطش. هذه النصائح بشأن ما يجب تناوله. أما ما يقتضي الامتناع عنه هو بالطبع جميع المأكولات الدسمة، وذات الدهون المشبعة، التي تسبب سوء هضم، وكذلك النشويات البسيطة سريعة الهضم، لأن الصائم سرعان ما يعود إليه الشعور بالجوع بعد فترة وجيزة من استهلاكها، فيتعب الجهاز الهضمي. ولا ننسى أيضاً السكريات، لأنها تجعل البنكرياس يفرز الكثير من الأنسولين، مما يؤدي الى انخفاض نسبة السكر في الدم، والشعور بغثيان أو دوار أثناء الصيام. فضلاً عن الكافيين والمشروبات الغازية، التي تسبّب مضاعفات ومشاكل صحية للصائم، قد لا تحمد عقباها. أما الوقت المثالي لتناول وجبة السحور، فهو قبل موعد الإمساك بساعة، على ألا ينام الصائم مباشرة بعد الوجبة، كي يسهل عمل الجهاز الهضمي. إعداد: مهى سويدان