أعلن رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة الانتهاء من إجراءات ضم مدافع ريال سوسيداد الإسباني ياسين بن طيبة كادامورو إلى المنتخب الجزائري الأول، مشيراً إلى أن الأخير بات بمقدوره المشاركة في المعسكرات المقبلة للخضر. وولد كادامورو لأب إيطالي وأم جزائرية قبل 23 سنة بمدينة تولوز الفرنسية، وظل يمني النفس باللعب لأحد المنتخبين الإيطالي أو الفرنسي (يملك الجنسية الفرنسية أيضاً)، وعندما يئس من ذلك حوّل نظره إلى المنتخب الجزائري الباحث عن أي لاعب تشتم فيه رائحة الجزائر، وأعلن في شهر أغسطس(آب) الماضي رغبته باللعب لمنتخب بلاد والدته غير أن «عدم امتلاكه لجواز سفر جزائري يحول دون إتمام رغبته ووالدته» كما قال. وأعلن رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم أمس أن «كادامورو بات بإمكانه اللعب لمنتخب الجزائر بعد أن استخرج رسمياً جواز سفر جزائري»، مشيراً إلى أنه «ليس بحاجة إلى ضوء أخضر من الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) للعب للجزائر لأنه ببساطة لم يسبق له أن لعب لأي منتخب آخر قبل ذلك». وتحسباً لاستدعائه لمعسكر الخضر المقرر في 21 شباط (فبراير) المقبل استعداداً لمباراة غامبيا ضمن تصفيات أمم أفريقيا 2013، توجّه أمس مدرب المنتخب الأول البوسني وحيد خاليلوزيتش إلى ملعب «أنويتا» بإسبانيا لمعاينة اللاعب عن قرب في مباراة فريقه أمام غرناطة ضمن منافسات الدور الثالث لكأس ملك إسبانيا. ومنذ نجاح مساعي روراوة بمؤتمر الباهماس للفيفا عام 2005 بالسماح لذوي الجنسيات المزدوجة الأقل من 23 سنة باللعب لمنتخبات رغباتهم، ضمّ المنتخب الجزائري الحارس وهاب رايس مبولحي وهو من أب كونغولي وأم جزائرية فضلاً عن العشرات من اللاعبين الجزائريين الحاملين للجنسية للفرنسية الذين سبق لبعضهم اللعب في الفئات الشابة وناشئي فرنسا على غرار رياض بودبوز ومراد مغني وحسان يبدة وآخرين. وفي السياق ذاته أعلن رواوة أنه لا يمانع انضمام لاعب آخر سافر من قبل إلى إسرائيل، إذا رأى مدرب المنتخب أنه سيقدم الإضافة اللازمة للمنتخب في إشارة واضحة لفرنكوجزائري ياسين بلفوضيل المحترف بنادي ليون الفرنسي. وسبق لبلفضيل أن حمل ألوان منتخب فرنسا لأقل من 20 سنة، إذ خاض معه مباراتين وديتين أمام الكيان الصهيوني بملعب الأخير خلال نوفمبر الماضي، وسجل أحد أهداف المواجهة الأولى. ويبدو أن روراوة في طريقه لأن يفتح على نفسه مزيداً من أبواب جهنم بعد أن باتت سياسته القاضية بالاعتماد على اللاعبين المغتربين و«فاقدي الأهلية» مع المنتخبات الأخرى، تثير حفيظ الجزائريين وعلى رأسها الحكومة التي وجهت له أكثر من مرة على لسان رئيسها أحمد أويحيى ووزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار انتقادات لاذعة لتفضيله العناصر المغتربة على المحلية، لكنه فضل مزيداً من التحدي غير آبه بالتحذيرات الحكومية. وفي سياق رفضه كل ما له علاقة بالمحليين، أعلن روراوة أنه سيختار في الشهر المقبل مدرباً أجنبياً لمنتخب أقل من عشرين سنة المرشح إعداده لبطولة أفريقيا للأمم لهذه الفئة التي ستحتضنها الجزائر عام 2013. وأسر روراوة إلى مقربيه أنه لن يعين بعد اليوم مدرباً محلياً لأي منتخب مهما كان حجمه ما يعني أن الثنائي علي فرقاني والأخضر بلومي (نجمي منتخب 82) سيذهب ضحية هذه السياسة الجديدة على رغم أن تعيينهما على رأس المنتخب المحلي خلفاً لبن شيخة لم يكن سوى قبل أسابيع قبل أن يتم التراجع عنه بدليل عدم تنصيبهما بمنصبهما حتى الآن. ويجد روراوة لنفسه أعذاراً لسياسته الجديدة ليس أقلها، إذ فشل المدرب المحلي عزالدين آيت جودي قبل أيام في قيادة المنتخب الأولمبي (أقل من 23 سنة) إلى أولمبياد لندن وإقصائه بالدور الأول في التصفيات الأفريقية الأخيرة التي جرت بالمغرب قبل أسبوع، وعادت تأشيراتها الثلاثة لمنتخبات الجابون والمغرب ومصر.