لأنها تأخرت في دورة المياه تركها وغادر إلى بلاده، تاركاً إياها في بلد غريب (ماليزيا) وعلى رغم انهما في شهر العسل الذي انتهى قبل أن يبدأ على ما أتصور، وعلى رغم أنه برر فعلته هذه لخوفه من ضياع التذاكر، هكذا وبكل بساطة، لم يتوقف ليفكر بأنها في بلد غريب، وأنها وحيدة وربما لا تتمكن من التصرف، هو فكر في نفسه فقط وهي عليها أن تتصرف، ممنوع نسافر الا بمحرم لكن من الممكن العودة بمفردنا! الغريب أننا نُتهم كنساء بأننا (ناقصات عقل ودين)! ربما تكون استفزته أو ربما لم تفعل شيئاً، فلا أحد يعلم غير الله ما حدث بينهما ... المهم أنه فكر وقدر وقام بضربها وإنزالها من السيارة في طريق خال قريب كما ذكر الخبر من الطائف (هكذا وبكل بساطة)، ركب سيارته ورحل وعليها هي متابعة الرحلة وعلى أهلها أن يأتوا لتسلمها لأنه (يا حرااااااام) رجل غاضب وعليها تحمل حماقته، لا يعرف ربما أن الأصول والأخلاق والمبادئ يجب أن تمنعه من تصرف أحمق كهذا.. ونتهم بأننا ناقصات عقل ودين! زوجته على وشك الوضع، وهو يرفض اعطاءها بطاقتها لتدخل المستشفى بحسب موعد الجراحة القصيرية التي ستخرج له ولده، لأنه غاضب منها والمستشفى ترفض دخولها الا بالبطاقة، وهو ما زال يرفض إيصالها أو إرسال بطاقتها والوقت يمر لأنه يا حراااام غاضب منها لسبب أو لآخر، فلم يعد يريدها وعليه فانه لن يمكنها وضع جنينها الذي يصرخ طالباً الخروج للحياة، ونتهم بأننا (ناقصات عقل ودين)! بعد عشرين عاماً اكتشف أنها ليست المرأة التي يريد، فأبقاها على ذمته و(أعرس)، وأصبح لا يعدل بين الزوجتين وتنصل من الانفاق بحجة أنها موظفة وهو لا يستطيع الانفاق على منزلين! ذهبت إلى المحكمة رافعة عليه قضية تطالبه فيها بالعدل في المبيت والنفقة فعلل تصرفاته وجنبه المائل إلى الجديدة، فالغربال الجديد له شدة، بأنه لم يشعر معها بالراحة ولا بالسعادة طوال عشرين عاماً وعليه فانه قد غير (الموجة). الجميل ان القاضي حكم عليه بالعدل بين الزوجتين في المبيت للقيام بالحق الشرعي وأعفاه من الانفاق، لأنه قال انه لا يتمكن من الصرف عليهما، لأنها موظفة (يا عم كثر خيرك) ما هكذا تورد الإبل، هو يستطيع أن يسافر للفسحة مع الزوجة الجديدة، ولكنه لا يتمكن من الصرف على الزوجة القديمة (قطعت قلبي والله) ونتهم باننا ناقصات عقل ودين! عودة إلى القاضي الذي ألزمه بالمبيت عند الزوجة الأولى حتى تتحقق العدالة، لا أدري كيف سنلزمه بذلك ومن الذي سيراقبه ابان حضوره (الغصب) عند الزوجة الأولى؟ هل ستكتب الزوجة تقريراً يومياً عن ذلك وكيف؟ أتخيله داخل البيت الأول الذي لم ير فيه سعادة (كما ادعى) على رغم انجابه العديد من الأبناء والبنات وهو مكشر ومستعجل، المهم أنه دخل المنزل وعدل بين الزوجتين، من سيراقبه؟ دار جدل ساخن بيننا (كمجموعة كاتبات سعوديات) حول هذا الموضوع، البعض منا فرحن بالحل المقترح وبإلزامه بالمبيت والبعض منا تساءلن من منا ترضى برجل مغصوب على الحضور؟! والبعض منا شبّهن الحكم ببيت الطاعة (أول مرة يجربها رجل) والبعض تفاءلن لدرجة كبيرة، مرددات أنها أول الطريق المؤدي لحصول المرأة على حقوقها، وأذكر جيداً تعليقي على الموضوع الذي كان لي شرف اثارته بيننا بأن الرجل بإمكانه اراحة رأسه من كل ذلك والقيام بتطليق الزوجة الأولى، هكذا ببساطة ونتهم بأننا ناقصات عقل ودين! [email protected]