اتخذت جامعتا الملك عبدالعزيز في جدة والملك سعود في الرياض، موقف الدفاع والهجوم في آن معاً أمس، رداً على ما ورد في تقرير نشرته أول من أمس (الجمعة) مجلة «ساينس» العلمية الأميركية اتهمهما بشراء تميّزهما الأكاديمي، للقفز إلى مراتب متقدمة على سُلّم تصنيف جامعات العالم. وفيما رمت جامعة الملك سعود، في بيان لها أمس، ما جاء في تقرير «ساينس» بأنه يحوي عدداً من المغالطات والمعلومات غير الصحيحة»، مؤكدة «عدم صحة ما ورد في التقرير عنها»، سعت جامعة الملك عبدالعزيز إلى «الحرص على الشفافية والصدقية والأمانة العلمية» في ردها، مؤكدة أنها «سعت بالفعل للتعاقد مع عدد كبير من الأساتذة المميزين» للعمل بشكل غير متفرغ، وقالت إن ذلك «جزء من استراتيجية الجامعة البحثية». ورفضت بشدة أن يكون هدفها من ذلك التعاقد رفع ترتيبها في التصنيف الجامعي. وكشفت في ردها النقاب عن أن لديها «وحدة متخصصة لاستقطاب الأساتذة المميزين». وعمد وكيل جامعة الملك سعود للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور علي سعيد الغامدي إلى وصف التقرير بأنه «يحوي عدداً من المغالطات والمعلومات غير الصحيحة». وقال – في بيان باسم الجامعة (تلقت «الحياة» نسخة منه) – إنها «تؤكد عدم صحة ما ورد في التقرير عنها»، وأن ما جاء فيه من معلومات «ما هو إلا ترجمة لمقالات نشرت في الصحف اليومية». وأوضح بيان جامعة الملك سعود أمس، أن المبادرات التي انتهجتها الجامعة خلال السنوات الخمس الماضية جاءت «وفق أسس وممارسات معروفة (...) كبرامج الأساتذة الزائرين والاتصال العلمي والتوأمة البحثية وكراسي البحث العلمي وغيرها». وأضاف أن ما أوردته المجلة عن تعاقد الجامعة مع باحثين من خارجها بهدف نشر أوراق بحثية «غير صحيح، فالجامعة لا تشترط في هذه العقود شيئاً من ذلك على الإطلاق. وذكر أن 80 في المئة من الإنتاج البحثي للجامعة في عام 2011 تم عبر أساتذة متفرغين كلياً بالجامعة، وأن 20 في المئة فقط هو ما تم من خلال الأساتذة الدوليين المشاركين في الجامعة. وشدّد البيان على أن عدد العلماء الذين يكثر الاقتباس من أبحاثهم يبلغ في جامعات الملك عبدالعزيز والملك سعود والملك فهد للبترول والمعادن 140 عالماً تقريباً، منهم 34 في جامعة الملك سعود، ولا يتجاوز إنتاجهم 4 في المئة فقط. وشدّد بيان جامعة الملك عبدالعزيز (تلقت «الحياة» نسخة منه) على أن الهيئة الاستشارية الدولية للجامعة أوصت بالتعاقد مع أساتذة مميزين، لدفع عجلة البحث العلمي في الجامعة. وأوضح البيان الواجبات على الأستاذ المميز الذي يتم التعاقد معه، ونفى أن تكون «ساينس» اتصلت بالمجلة قبل نشر تقريرها. لكنه قدر لمحرر «ساينس» إشارته إلى «المنافع والملاحظات الإيجابية الأخرى لهذا البرنامج». واعتبر أن ما تقوم به الجامعة بهذا الشأن «استثمار استراتيجي من كل النواحي». إلى ذلك، قال عضو لجنة الشؤون «التعليمية والبحث العملي في مجلس الشورى الدكتور عبدالرحمن العناد ل«الحياة»، إنه سيثير هذا الأمر في مجلس الشورى إذا تأكدت له صحة اتهامات المجلة الأميركية، وطالب عضو اللجنة مشعل السلمي إدارتي الجامعتين ومجلس التعليم العالي بتوضيح الأمر، وشرح ما يدور في الجامعات السعودية. جامعة الملك سعود: تقرير «ساينس» تضمن معلومات غير صحيحة جامعة الملك عبدالعزيز: استنتاجات المجلة «خاطئة»... ولا اتصالات معها مجلة مخترع «الهاتف» ... بوابة العلوم منذ 1880