يقف سكان محافظة جدة حالياً أمام مفترق طرق خطر للغاية، «يمقن» أن يسهم في حسم معركتهم مع «رعب المطر» بنجاح، و«يمقن لا»، ويعودون إلى دوامة الحزن وتعمق جراحهم التي لم تندمل بعد. وأمام هذا المفترق، ينثر الجداويون توقعاتهم في موسم المطر، مستعينين ب «اللزمة» التي لاقت رواجاً واسعاً أخيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي «يمقن»، ولسان حالهم يقول: يمقن تنجح مشاريع السيول العاجلة، ويمقن لا وتنفجر السدود. ووسط الخوف من انفجار السدود، يزيد الجداويون من وتيرة الاحتمالات المطروحة، والهدف هذه المرة تحديد مدى استفادة الجهات الحكومية من تجارب المواسم الماضية، إذ يرددون يمقن تصحح هذه الأجهزة أخطاءها في التعامل مع «الكوارث»، ويمقن تستمر في التخبط. وهنا لم تسلم أي جهة حكومية في عروس البحر من سياط «يمقن» الموجعة والمرتبطة بمفهوم «التخبط»، حيث وصل سقف التوقعات إلى تحديد مستوى «التعاون» من خلال جملة يمقن تزيد نسبة التعاون بين الجهات الحكومية وتحقق المصلحة العامة، ويمقن تعود لغة «تقاذف الاتهام» بقوة. وبعيداً عن لغة «تقاذف الاتهام»، يتابع الجداويون بقلق مرحلة التحول الفكري في أسلوب إدارة المشاريع بمدينتهم، معبرين عن توقعاتهم في هذا الشأن بالقول: يمقن تقتدي الأمانة ب«الشركات العالمية» المنفذة للمشاريع الأخيرة في التزامها بالوقت المحدد من دون تعثر، ويمقن تدور أسطوانة سكان العروس الأثرية «يا ليل ما أطولك». وعلى خط مواز، يقترن انزعاج الجداويين من دوران أسطوانة «يا ليل ما أطولك» مرة أخرى، برغبة جامحة هدفها معرفة المتسببين في «كوارث» جدة المتتالية، وسبيل الإعلان عنها يتعلق باحتمال نصه: يمقن تعجل المحاكم في إصدار أحكامها بحق المتهمين، ويمقن ترفع شعار «رفض القضية لعدم الاختصاص». وفي الوقت الذي قرر فيه الجداويون تجنب الدخول في «جدال بيزنطي» حول منطقية شعار «رفض القضية لعدم الاختصاص»، تنتشر عدوى لزمة «يمقن» الطارئة لتصل إلى مسؤولين في المحافظة، إذ تختلط الأفكار داخل عقولهم وتصرخ «يمقن» أبقى في الكرسي إذا حصلت «كارثة»، و«يمقن» أطير. ولأن هواية «الطيران» من الكرسي تشكل هاجساً لبعض المسؤولين، يعود «الجداويون» لخطف لزمة «يمقن» لتوظيفها في خانة «الترفيه» من طريق طرح تنبؤات جديدة للمستقبل بالقول: يمقن نكتفي العام المقبل بشراء قارب وطفاية حريق، ويمقن نحتاج نشتري ملابس غوص ضد الحريق!.