نهاية أسبوع لم تكن كسائر الأيام لسكان جدة، توقعات بهطول أمطار يصاحبها آمال معلقة بالسماء بأن يكون المطر ضيفاً خفيف الظل على مدينة بدت أكثر رصانة من ذي قبل، عروس المشاريع التي دبت في عروقها مشارط الجراحة لتستأصل الخوف وتستبدله بالتفاؤل، من خلال أيام عمل طويلة وأيام أمل أطول كانت هي العنوان الأبرز لجدة طوال العام الماضي لتستقبل "موسم المطر" بعيداً عن الخوف والتوجس. هدير هنا وزحمة محركات هناك وحفر تشق بطن الأرض، وشواهق تعانق عنان السماء لأجل جدة، خارطة طريق قدمها القائمون على العروس كأبرز متطلبات المرحلة الماضية لتكون مقصداً ومزارا، العمل الذي بدأ عاجلاً وانتهى قبل وقته كان عربون ثقة للجداويين في عروسهم التي بدأت تعود لزمن صباها، من خلال آلاف ساعات العمل وملايين الريالات. ورغم كل ذلك العمل إلا أن جدة لم تكن ترتضي أن يصيب أهلها مكروه، فبدأت مستعدة أكثر من ذي قبل لهذا الموسم، تجهيزات كبيرة واستعدادات أكبر من كافة الجهات المشاركة في خطة إنقاذ تتحسب لأسوأ الاحتمالات، استنفار وتحذير وعمل حقيقي يقوده تنسيق متقن تمضي من خلاله خطة العمل بسلاسة، رجال يسهرون على أمن العروس حتى تنام هادئة هانئة، حتى وإن أرقتها الإشاعات. مضت إجازة الأسبوع بهدوء، وكان رأي محمد عبدالرحمن أن جدة بدت أجمل من قبل وإن لم يتغير وجهها كثيراً إلا أن العمل في تفاصيلها جعل منها مدينة أجمل، ويشير فيصل عبدالرحمن إلى أن إجازة نهاية الأسبوع الماضي وإن كانت بدايته مشوبة بالحذر نظراً للتوقعات التي قالت بهطول أمطار على جدة إلا أنها كانت تقود الناس إلى النزهة في "اختبار ثقة" بين العروس وسكانها، فيما أوضح يزيد باسويدان أن العمل الجاد في جدة والحديث عن مسألة الكوارث أصبح ضرباً من الهذيان أو قصة من الماضي بعد أن تيقن سكان العروس لمشاكلها وباشر القائمون عليها علاجها. فيما أضاف صالح الشهراني أن مسألة الخوف من المطر لم تعد هاجساً كبيراً في جدة بعد أن بدأت الاستعدادات في كل زاوية في جدة والتحذيرات تصل إلى أهلها قبل أيام من هطول المطر، مشيراً إلى أنهم لم يعودوا يرون في هطول الأمطار مشكلة كبرى، ويأمل صالح أن يكون المطر القادم في جدة نهاية لحكاية الخوف. وبعد أن تجاوز الجداويون الخوف من المطر بدت جدة خلال اليومين الماضيين أكثر تألقاً بأجواء ربيعية وحركة كثيفة في أماكن التنزه، وهي التي عاشت أيام طويلة مع المشاريع العاجلة تسلي سكانها في عز الزحام بأن غدهم سيكون أجمل وأنهم سينامون بأمان، ويبدو أنها بدأت توفي ببعض وعودها، حيث تعم الفرحة في أماكن التنزه وعلى الشواطئ وترى العائلات مع أطفالها تلهو بسعادة وفرح مستفيدة من الأجواء الجميلة التي تنعم بها جدة في هذا الوقت من السنة.