أعلنت إسرائيل أمس إنها عززت قواتها على طول الحدود مع قطاع غزة في إطار ما وصفته ب «الانتشار الدفاعي» وشنت طائراتها الحربية سلسلة غارات على منشآت وممتلكات مختلفة في قطاع غزة أدت إلى إصابة 15 فلسطينياً، فيما دعت الفصائل في قطاع غزة إلى تشكيل لجان شعبية لحماية القرى والمدن الفلسطينية من اعتداءات المستوطنين بعد خطف وقتل الفتى محمد أبو خضير في القدسالمحتلة وحرق جثته. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر، إن القوات الإسرائيلية اتخذت «مواقع دفاعية» في مناطق إسرائيلية سقطت فيها صواريخ من غزة. ولم يعلق على حجم الانتشار. وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل عن تحركات لقواتها قرب قطاع غزة منذ تصاعد التوتر على الحدود في منتصف حزيران (يونيو). وقال ليرنر في مؤتمر صحفي عبر الهاتف مع صحافيين أجانب «نتحرك، وقمنا بتحريك قوات. كل ما نفعله يهدف إلى وقف تصعيد الموقف. ولكنه من الناحية الأخرى يهدف إلى اتخاذ الاستعدادات في حالة عدم توقفهم عن التصعيد». وأضاف أن إسرائيل «ليس من مصلحتها تعميق الصراع مع غزة. العكس تماما هو الصحيح». إلى ذلك، أصيب 15 فلسطينياً بجروح متفاوتة في سلسلة غارات شنتها طائرات حربية إسرائيلية من طراز «أف 16» أميركية الصنع على منشآت وممتلكات مدنية مختلفة في قطاع غزة، من بينها بئر لمياه الشرب. وقال الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إن سبعة أصيبوا في قصف في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، بينهم سيدة مسنة وثلاث فتيات، وثلاثة آخرين شمال غربي مدينة غزة، وتم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج. كما أطلقت الطائرات الإسرائيلية صاروخاً على حي التفاح شرق مدينة غزة، وثلاثة صواريخ على منطقة السودانية شمال غربي المدينة، ما أدى إلى الحاق أضرار في ممتلكات المواطنين. وأغارت الطائرات كذلك على بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا شال القطاع بأربعة صواريخ، ما أدى إلى إلحاق أضرار في منازل المواطنين. وسبق ذلك غارة على بلدة بيت حانون، وغارتان على مدينة رفح جنوب القطاع. ونقلت القناة الإسرائيلية السابعة عن متحدث بلسان الجيش الإسرائيلي قوله إن «سلاح الجو أغار على 15 هدفاً تابعاً لحماس في أنحاء قطاع غزة، بينها منصات إطلاق صواريخ ومواقع تدريب وأماكن لتخزين السلاح». من جهتها، دانت بلدية غزة القصف الإسرائيلي أحد آبار مياه الشرب الرئيسة شمال غربي مدينة غزة ليل الأربعاء الخميس، ووصفته بأنه «جريمة حرب كاملة». وقالت البلدية في بيان أمس، إن البئر تضخ المياه إلى أكثر من 20 ألف نسمة، وقدرت الخسائر الأولية بنحو 150 ألف دولار. ودعت البلدية المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى لجم الاحتلال عن عدوانه المستمر على مدينة غزة والتوقف عن تدمير المنشآت المدنية التي تقدم خدمات إنسانية وصحية للمواطنين في المدينة . الى ذلك، قالت مصادر إسرائيلية إن قذيفة صاروخية سقطت ظهر أمس في المنطقة الصناعية في «سديروت» وألحقت أضراراً مادية، من دون وقوع مصابين. وأشارت إلى أن الصاروخ سقط في وقت كان وزير المال يائير لابيد يزور «سديروت»، واضطر للاحتماء في منطقة آمنة حينما انطلقت صافرات الإنذار. وحمل لابيد المسؤولية عن إطلاق الصواريخ لحركة «حماس». وقال: «حماس مسؤولة عن كل هذه العمليات وعليها أن تعرف أن لدينا القوة والصبر لمحاربتها». وكان صاروخ آخر أصاب ليل الأربعاء الخميس منزلاً في «سديروت» ما ألحق فيه أضراراً مادية، من دون وقوع مصابين، فيما أصاب صاروخ أخر خطاً للكهرباء، ما تسبب في انقطاع التيار عن منطقة في المدينة عدة ساعات. وجاء إطلاق الصواريخ في وقت كانت تشن قوات الاحتلال سلسلة غارات على القطاع. ونجا رئيس بلدية «سديروت» ألون دافيدي فجر أمس من موت محقق بعد سقوط صاروخ على البلدة. وقال موقع «واللا» الإلكتروني العبري، إن «دافيدي نجا بأعجوبة من قصف سديروت بالصواريخ، حيث تم استهداف البلدة بثلاثة صواريخ». وأضاف أن «أحد هذه الصواريخ أصاب المبنى الذي تواجد فيه دافيدي، فيما أصاب آخر خط التردد العالي». وأكد الجيش الإسرائيلي أن 14 قذيفة انطلقت من قطاع غزة وسقطت على إسرائيل الخميس، وأن صاروخين سقطا على منزلين في بلدة سديروت لكن ذلك لم يسفر عن إصابات. الى ذلك، طالبت الفصائل الفلسطينية عقب اجتماع عقدته أمس في مدينة غزة للبحث في تداعيات العدوان الإسرائيلي المجتمع الدولي بالتحرك السريع لوقف الاعتداءات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. وشددت على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، مطالبة جامعة الدول العربية بعقد اجتماع عاجل لوقف العدوان الإسرائيلي.