لندن، سنغافورة، نيودلهي، طوكيو - رويترز - تتجه دول «أوبك» إلى تحقيق إيرادات شبه قياسية لصادرات النفط هذا العام بفضل ارتفاع الأسعار إلى أكثر من 100 دولار للبرميل، وسيأمل العديد من الأعضاء بأن تبقى الأسعار مرتفعة في وقت تواجه فيه تحديات تشمل ارتفاع الإنفاق الاجتماعي وتراجع إنتاج حقول. ووفق بيانات ل «مركز دراسات الطاقة العالمية»، تتجه دول المنظمة إلى تحقيق 894 بليون دولار من صادرات النفط في 2011، بزيادة 38 في المئة عن إيرادات 2010 لتقترب من أعلى إيراداتها على الإطلاق. وبناء على تقديرات المركز فإن العام الوحيد الذي كانت إيرادات «أوبك» فيه أكثر هو 2008 حين سجل النفط أعلى مستوى على الإطلاق بلغ 147 دولاراً للبرميل وقبل أن تترك اندونيسيا المنظمة في نهاية ذلك العام وتحرمها من جزء صغير من الإيرادات. وأكدت مصادر في صناعة النفط أن السعودية ستبقي إمداداتها من الخام في كانون الثاني (يناير) إلى الزبائن الأوروبيين من دون تغيير عن إمدادات كانون الأول (ديسمبر). ويأتي الإخطار هذا الشهر قبل اجتماع ل «أوبك» الأربعاء المقبل. وأشار مسؤول سعودي كبير إلى أن المملكة أنتجت 10.047 مليون برميل يومياً من النفط الخام باستثناء المكثفات في تشرين الثاني (نوفمبر). وتعتزم السعودية إمداد كبار المشترين الآسيويين بكميات الخام المتعاقد عليها بالكامل في كانون الثاني، لكن شركات التكرير الآسيوية تقول إن رغبتها ضعيفة في شراء أي كميات إضافية فوق ما التزمت بشرائه. والصين هي الاستثناء الوحيد التي ارتفع إنتاج مصافيها إلى مستوى قياسي عند 9.22 مليون برميل يومياً في تشرين الثاني لضمان وفرة إمدادات الوقود خلال موسم الشتاء. مساع إيرانية من جانب آخر، أعلنت مصادر نفطية أن إيران تحاول بيع النفط لأكبر زبائنها في آسيا بأسعار مرتفعة وبشروط أكثر صرامة على رغم مواجهتها احتمالات نقص مبيعاتها إذ تدرس الدول الأوروبية فرض عقوبات على قطاع النفط الإيراني. وإذا نجحت إيران في ذلك فستسفر الاتفاقات الجديدة مع مصاف في آسيا عن زيادة إيرادات النفط للحد من أثر العقوبات المحتملة. ولفتت مصادر مطلعة على تفاصيل المحادثات إن إيران تريد من «شركة النفط الوطنية الصينية» (سينوبك) وشركة «شوهاي شينرونغ» دفع المزيد وبسرعة أكبر مقارنة بعام 2011. وتعتقد إيران أن شروطها لعام 2011 كانت سخية والآن تريد خفض فترات السماح الائتماني للمشترين الصينيين إلى 60 يوماً أو شهر، مقارنة بفترة سماح تتراوح بين 90 يوماً و60 يوماً. لكن مصدرا من «سينوبك» أوضح إن شركته تريد الحصول على أفضل اتفاق ممكن مع إيران نظراً إلى «الوضع الصعب» الذي تواجهه وأفادت مصادر في اثنتين من مصافي الهند بأن إيران تطالبها الآن بغرامات تأخير كبيرة. الأسعار وتراجع سعر خام القياس الأوروبي، مزيج «برنت» إلى أقل من 108 دولارات مع تنامي المخاوف من فشل صناع القرار الأوروبيين في تقديم خطة متماسكة لمعالجة أزمة الديون. وهبط سعر «برنت» 39 سنتاً إلى 107.72 دولار للبرميل بعد تراجعه دولاراً في وقت سابق. ونزل سعر الخام الأميركي الخفيف 30 سنتاً إلى 98.04 دولار بعد تراجعه أكثر من دولارين بعد أنباء المصرف المركزي الأوروبي. وأعلنت «أوبك» إن سعر سلة خاماتها تراجع إلى 109.02 دولار للبرميل أول من أمس من 110.10 دولار في الجلسة السابقة.