الخُبر (السعودية)، طهران، باريس، بكين، شنغهاي، بروكسيل - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - تراجعت أسعار النفط قليلاً أمس نتيجة تلبية السعودية الحاجات الإضافية للأسواق العالمية، بسبب تعطل إنتاج ليبيا وصادراتها نتيجة للثورة الشعبية التي تجري فيها. وتراجعت عقود خام برنت إلى 112.11 دولار للبرميل من 114 دولاراً، وتراجع الخام الأميركي الخفيف واحداً في المئة إلى 97.87 دولار للبرميل، بعدما كانت أنباء الاحتجاجات في عُمان رفعت سعر عقود «برنت» 1.54 دولار إلى 113.68 دولار وعقود الخام الأميركي الخفيف 1.10 دولار إلى 98.98 دولار. وفي الخبر، قال رئيس «ارامكو السعودية» كبير أدارييها التنفيذيين خالد الفالح: «تمت تلبية الحاجات الإضافية من النفط بعد تعطل صادرات ليبيا». وأضاف: «الشركة استجابت لكل الطلبات الإضافية من زبائنها. تمت الاستجابة فوراً ويمكن التحقق من ذلك من الزبائن». وقال الفالح إنه لا يستطيع «تقديم أرقام محددة لأن الصورة تتغير في استمرار». وكان مصدر في صناعة النفط قال الجمعة الماضي، إن «إنتاج السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، ارتفع إلى أكثر من تسعة ملايين برميل يومياً، مقارنة بنحو 8.3 مليون برميل يومياً في كانون الثاني (يناير). وتزامن ذلك، مع أنباء عن قرب استئناف ليبيا تصدير النفط، إذ نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤول في شركة «الخليج العربي للنفط الليبية» في شرق البلاد التي يسيطر المعارضون على جزء كبير إن «شحن النفط على وشك أن يستأنف». وقال العضو في مجلس إدارة الشرطة حسن بوليفة للصحيفة، إن «ناقلة نفط تنقل 700 ألف برميل يفترض أن تغادر مرفأ طبرق شمال شرقي ليبيا ليل الأحد - الاثنين، متوجهة الى الصين على الأرجح». وفي شنغهاي أعلنت «الشركة الوطنية الصينية للنفط»، أنها علقت إنتاجها في ليبيا وأجلت كل موظفيها. وأفادت بأنها «علقت عمليات الإنتاج وأوقفت عمل تجهيزاتها في ليبيا في الوقت المناسب وفي شكل منظم». وكذلك أعلنت مصادر معنية بتجارة النفط في بكين أمس، أن شركة «يونيبك»، الذراع التجارية ل «سينوبك»، وهي أكبر شركة في آسيا لتكرير النفط، ترفض حتى الآن قبول عرض من «ارامكو السعودية» لتزويدها بمزيد من النفط الخام السعودي تعويضاً عن تعطل إمدادات النفط الليبية». وأفادت المصادر بأن الشركة الصينية لا تشتري مزيداً من الخام لتعويض الإمدادات الليبية. وأشار مصدر إلى أن «ليس هناك نقص في النفط الخام إجمالاً لدى سينوبك. لدينا القدرة على تعديل كميات الخامات عالية ومنخفضة الكبريت المستخدمة في مصافينا». وكذلك أعلنت «سي إن بي سي» الشركة الأم ل «بتروتشاينا»، أنها أوقفت أنشطتها الإنتاجية في ليبيا ورحلت جميع موظفيها الصينيين وعددهم 391 موظفاً. وفي المواقف، قال مفوض الطاقة في الاتحاد الأوروبي غونثر اويتنغر إن «نظام الزعيم الليبي معمر القذافي لم يعد يسيطر على معظم منشآت النفط والغاز الضخمة في ليبيا». وأضاف في مؤتمر صحافي عقب اجتماع عادي لوزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي: «هناك ما يدعونا الى الاعتقاد بأن معظم حقول النفط والغاز لم تعد تحت سيطرة القذافي». وفي طهران، قال مندوب إيران لدى «أوبك» محمد علي خطيبي، إن «أسعار النفط ستعود إلى مستويات ما قبل الأزمة حالما يعود الهدوء إلى ليبيا». وأوصى أوبك ب «ألا تتعجل اتخاذ أي إجراء لتهدئة السوق». وقال كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول إن «تقارير الصناعة تشير إلى أن انتفاضة ليبيا أدت إلى انخفاض إنتاج النفط الليبي إلى النصف». وأضاف: «من الصعب معرفة ذلك لكن (إنتاج النفط الليبي انخفض) إلى نحو النصف وفقاً لتقارير الصناعة». وأورد «بنك أوف أميركا ميريل لينش» أن «اضطرابات ليبيا قد تجعل إمدادات النفط الليبية غير متاحة للسوق لمدة أشهر». وأضاف: «التقارير الأولية تشير إلى أن الشركات أوقفت الإنتاج من الحقول البرية وإن حجم الإنتاج المتوقف في البلاد ربما يصل إلى 1.2 مليون برميل من النفط الخام يومياً».