دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان ونظيره الأرميني سيرج سركسيان، الذي بدأ اليوم الاثنين زيارة رسمية الى لبنان، الى تطوير العلاقات الثنائية القائمة بين بلديهما، وحل النزاع في سوريا بالحوار. وأشار سليمان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأرميني، الى "الحاجة الملحّة لإحياء المساعي الهادفة لإيجاد حلّ عادل وشامل لكافة أوجه الصراع العربي الاسرائيلي، وخصوصاً قضيّة فلسطين، على قاعدة قرارات الشرعيّة الدوليّة ذات الصلة، كبديل عن منطق الظلم والحرب". كما دعا الى "إيجاد حلّ سياسي متكامل وسريع للأزمة القائمة في سوريا، على قاعدة الحوار والتوافق، بما يسمح للسوريين بتحقيق ما يريدونه لأنفسهم من إصلاح وديمقراطيّة، بعيداً عن العنف المتمادي ومخاطر الشرذمة والتطرّف، ومن دون أيّ تدخّل عسكري أجنبي". ووصف سليمان محادثاته مع سركسيان بأنها "مفيدة وبنّاءة"، موضحاً أنها تناولت "سبل توطيد علاقات الصداقة والتعاون بين بلدينا وشعبينا في مختلف الميادين؛ وتطور الأوضاع على الساحتين الاقليميّة والدوليّة". وقال إنه شكر للرئيس سركيسيان "تأييد أرمينيا الدائم للبنان ولقضاياه المحقّة، وخصوصاً سعيه لضمان تطبيق قرار مجلس الامن الدولي رقم 1701(حول جنوب لبنان) بجميع مندرجاته بمواجهة التهديدات والانتهاكات الإسرائيلية المتمادية لسيادة لبنان واستقلاله وحرمة أراضيه". وأضاف أنه وضع الرئيس الأرميني "في أجواء الجهود المبذولة للإبقاء على منطق الحوار والمحافظة على الاستقرار في لبنان وتحييده عن التداعيات السلبيّة الممكنة للازمات الإقليميّة القائمة". وأعلن سليمان "دعم لبنان لحق أرمينيا في الاستقلال والسيادة والتقدّم، وللجهود الديبلوماسيّة الهادفة الى إيجاد حلول سياسيّة متوافق عليها للمشكلات التي ما زالت تعوّق فرص السلام في منطقة البلقان، وخصوصاً تسوية النزاع القائم في إقليم ناغورنو – كاراباخ بالطرق السلميّة، ووفقاً لمبادىء القانون الدولي". بدوره، وصف الرئيس الأرميني مباحثاته مع نظيره اللبناني بأنها "مثمرة جداً"، وقال إنه تبادل مع سليمان "الآراء حول التطورات الدولية وخاصة في الشرق الأوسط وجنوب القوقاز". وحول سوريا قال الرئيس الأرميني "نحن قلقون جداً تجاه مصير شعب سوريا ومصير مواطنينا الذين يقيمون هناك. إن شعب سوريا وكذلك شعب لبنان في الأيام العصيبة بالنسبة إلينا قبلوا بكل صدر رحب مئات آلاف الأرمن، وإن ألم سوريا هو ألمنا أيضاً". وأضاف أن "أرمينيا قد اتخذت دائماً مواقف داعية الى وقف سفك الدماء. نحن نعارض استخدام القوة والعنف في سوريا.. من المستحيل التوصّل الى حل دائم من دون وقف جميع الأطراف الاشتباكات ومن دون الحوار السياسي الثنائي الواسع، مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع السوريين". وأشار الى أن أرمينيا ترحّب بمهمة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والمفاوض الخاص لجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي "بهدف استقرار الوضع السياسي الداخلي في سوريا وإحلال السلام". وأعرب عن أمله ب"إقامة السلام في سوريا، أما في المستقبل القريب سيصبح من الممكن تنفيذ الاصلاحات الديموقراطية الضرورية، والتي يجب أن تعبّر عن إرادة ورغبات جميع قطاعات الشعب السوري". وأشار الى أن "أمن أرمينيا مرتبط بالوضع القائم في الشرق الأوسط". ووصل الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان قبل ظهر اليوم الى بيروت في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام يبحث خلالها مع المسؤولين اللبنانيين العلاقات بين البلدين.