لشبونة - أ ف ب - يشعر أورلاندو سوسا العاطل من العمل منذ فترة، والمشرد في الشارع منذ سنة بأنه «يحيا من جديد». فبفضل مؤسسات عدة تريد أن تعيد مهن لشبونة التقليدية، في بلاد تشهد أزمة اقتصادية كبيرة، عاد هذا الستيني إلى مهنة مسح الأحذية. بدأ سوسا وهو عامل بناء أساساً وأب لسبعة أطفال، العمل اعتباراً من سن الرابعة عشرة، لكنه مضطر الآن للعيش براتب تقاعدي شهري مقداره 113 يورو فيما توفر جمعية «جيش الخلاص» مأوى له. تحت قناطر ساحة التجارة في مركز الأعمال في المدينة الذي يرتاده الكثير من السياح لرؤية مصب نهر تاجة، ينتظر سوسا الزبائن تحت نظر مدربه جوزيه روكيه ماسح الأحذية الذي يمتهن هذا العمل منذ 30 عاماً. التقى الرجلان في إطار برنامج وضعته المؤسسة الخيرية «سانتا كاسا دي ميزيريكورديا دي ليشبوا» وكلية تجارة وجمعية «كاييس» التي تعنى بالمشردين. وتهدف هذه الأطراف على المدى الطويل إلى إحياء مهن تميل إلى الاندثار. وفي الوقت الراهن يشمل المشروع عشرة متدربين على مهنة مسح الأحذية وأربعة مدربين اختيروا من بين نحو 15 كانوا لا يزالون يمارسون المهنة في لشبونة. ويقول رئيس «كاييس» إنريكي بينتو إن «هدفنا ليس العودة بالزمن. نريد أن نحيي هذه المهنة لأننا أدركنا أن عبر الكد في العمل ومن خلال تكوين شبكة زبائن يمكن ماسح الأحذية أن يعيل نفسه وعائلته أيضاً». وتحاول الحكومة البرتغالية التي ينبغي عليها تصحيح وضع المالية العامة في البلاد في مقابل حصولها على خطة مساعدة دولية، أن تجنب أفقر فئات المجتمع إجراءات التقشف التي اضطرت لاعتمادها ولا سيما تطبيق «خطة طوارئ اجتماعية. لكن الانكماش والبطالة وارتفاع الأسعار تضرب المجتمع برمته أكثر من العام الماضي.