قبل ثلاثة أيام من غلق باب الترشح للانتخابات البرلمانية في مصر، زادت الخلافات بين الحلفاء وتوالت الانسحابات في صفوف الائتلافات الحزبية التي تعكف منذ أيام على إعداد قوائمها الانتخابية، فيما أعرب «حزب الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، عن قلقه من هيمنة فلول الحزب الوطني المنحل في هذه الانتخابات على المقاعد الفردية، مطالباً المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالإسراع في إصدار قانون العزل السياسي. وطفت على السطح الخلافات بين أحزاب «التحالف الديموقراطي من أجل مصر» الذي يتشكل من نحو 40 كياناً، إذ لحق حزبا «الأصالة» و «النور» السلفيان بأحزاب «الوفد» و «الوسط» و «الناصري» في الانسحاب من التحالف اعتراضاً على تشكيل القوائم الانتخابية التي ضمت في صدارة غالبيتها مرشحي «الحرية والعدالة». وقالت مصادر في التحالف إن «الحرية والعدالة» أعد قوائمه التي ضمت مرشحيه في مختلف الدوائر وطلب من بقية الأحزاب تقديم مرشحيها لتسكينهم في هذه القوائم، وهو ما رفضه عدد من أعضاء التحالف. وقال القيادي في حزب «البناء والتنمية»، الذراع السياسية ل «الجماعة الإسلامية»، عبود الزمر ل «الحياة» إن حزبه ما زال يفاوض قيادات «التحالف الديموقراطي» لضم مرشحيه في قوائمه، لكنه لمح إلى خلاف حول ترتيب مرشحيه في القوائم. وأضاف أن حزبه «يصر على إفساح المجال لكل مكونات التحالف للمشاركة في قوائمه الانتخابية بما فيها التيارات الإسلامية والأحزاب الوطنية عدا فلول الحزب الوطني المنحل». وقال إن «حزب النور وجد إن نسبته قليلة، ورأى أن يخوض الانتخابات على قوائم خاصة... أما البناء والتنمية فمازال ينسق في مسألة ترتيب القوائم لأن الترتيب مسألة جوهرية لتحديد تواجدنا في البرلمان المقبل». وأوضح أن «الأولوية بالنسبة إلى الجميع هي ضم أصحاب الكفاءات والتخصص والنظر إلى المصلحة العامة، وقد نتفق وقد يحدث خلاف في وجهات النظر، وإذا كان الخلاف مقبولاً يمكن الاستمرار في التحالف، أما إذا كان غير مقبول، فقد ننسحب من التحالف ونتفاهم مع حزب النور السلفي خلال اليومين المقبلين قبل غلق باب الترشح في الانتخابات». وأفيد بأن لجنة التنسيق الانتخابي في «التحالف الديموقراطي» أبلغت بعض أحزابه بأنه لن يكون لها فرصة في طرح مرشحين على قوائمه بسبب ارتفاع عدد المرشحين، ما أثار استياء هذه الأحزاب، لكن مؤسس حزب «غد الثورة» المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الدكتور أيمن نور أبلغ «الحياة» بأن مسألة تنسيق القوائم تسير في شكل جيد وأنه سيعلن خلال يومين قائمة التحالف لخوض الانتخابات، مشيراً إلى أن حزبه سينتهي اليوم من إعداد قائمته. في السياق ذاته، انسحبت أحزاب «التحالف الشعبي الاشتراكي» و «الشيوعي المصري» و «المساواة والتنمية» من «الكتلة المصرية» التي يضم أكثر من 15 حزباً، على رأسها «التجمع» و «الجبهة الديموقراطية»، بسبب خلاف على أعداد مرشحي الحزبين الأخيرين في قوائم الكتلة، واعتراض «التحالف الشعبي» على «ترشح بعض فلول الوطني على قوائم الكتلة». وكان 1769 مرشحاً قدموا أوراقهم لخوض انتخابات مجلس الشعب (الغرفة الأولى في البرلمان) و135 مرشحاً لمجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان)، في أول يومين لتقديم الأوراق، إضافة إلى قائمة حزبية واحدة لمجلس الشعب خاصة بحزب «النور» في محافظة الإسماعيلية. ولوحظ أن غالبية المتقدمين لخوض الانتخابات على المقاعد الفردية التي خصص لها ثلث مقاعد البرلمان من أعضاء وقيادات الحزب «الوطني» المنحل، وهو ما أثار قلق حزب «الإخوان» الذي قال أمينه العام الدكتور محمد الكتاتني إنه «ينظر ببالغ القلق إلى تقدم فلول الحزب الوطني بأوراق ترشيحهم للانتخابات»، في وقت ما زال المجلس العسكري «يتباطأ في إصدار قانون العزل السياسي». وأضاف الكتاتني أن «المجلس العسكري عندما أعلن من قبل أنه يقف على مسافة واحدة من الجميع، كان يقصد من ذلك أن الجميع بالنسبة إليه يتضمن فلول الحزب الوطني، وهو ما يتعارض تماماً مع انحياز القوات المسلحة للثورة ومطالبها». ودعا المجلس العسكري إلى أن ينحاز إلى الشعب ضد فلول «الوطني» الذين «أفسدوا الحياة السياسية»، مطالباً بالإسراع في إصدار قانون العزل السياسي وإنهاء الطوارئ.