أفطرت في أحد الأعوام الأيام التي تأتي فيها الدورة الشهرية، ولم أتمكن من الصيام حتى الآن، وربما مضت عليّ أعوام كثيرة، وأود أن أقضي ما علي من دين الصيام، ولكن لا أعرف كم عدد الأيام التي عليّ فماذا أفعل؟ - عليك ثلاثة أمور: الأمر الأول: التوبة إلى الله من هذا التأخير والندم على ما مضى من التساهل والعزم على ألا تعودي لمثل هذا، لأن الله يقول: «وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، وهذا التأخير معصية والتوبة إلى الله من ذلك واجبة. الأمر الثاني: البدار بالصوم على حسب الظن لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، فالذي تظنين أنك تركته من أيام عليك أن تقضيه، فإذا ظننت أنها عشرة فصومي عشرة أيام، وإذا ظننت أنها أكثر أو أقل فصومي على مقتضى ظنك، لقول الله سبحانه: «لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا»، وقوله عز وجل: «فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ». الأمر الثالث: إطعام مسكين عن كل يوم إذا كنت تقدرين على ذلك، يصرف كله ولو لمسكين واحد، فإن كنت فقيرة لا تستطيعين الإطعام فلا شيء عليك في ذلك سوى الصوم والتوبة. والإطعام الواجب عن كل يوم نصف صاع من قوت البلد، ومقداره كيلو ونصف الكيلو. تأتيني شهراً وتحبس ثلاثة أشهر أو أربعة لا تأتي، المهم أني لم أتذكر هل جاءتني في جميع الرمضانات وأنا بنت أم لا، فما العمل؟ - عليك قضاء جميع الأيام التي لم تصوميها بعدما جاءتك الدورة مع التوبة والاستغفار وإطعام مسكين عن كل يوم نصف صاع ومقداره كيلو ونصف الكيلو من قوت البلد، يدفع كله إلى بعض الفقراء، لأن المرأة إذا بلغت المحيض تكون مكلفة، تجب عليها الصلاة والصوم ولو كانت دون ال15. هل يجوز صيام 28 يوماً فقط من شهر رمضان؟ - ثبت في الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الشهر لا ينقص عن 29 يوماً، ومتى ثبت دخول شهر شوال بالبينة الشرعية بعد صيام المسلمين 28 يوماً فإنه يتعين أن يكونوا أفطروا اليوم الأول من رمضان فعليهم قضاؤه، لأنه لا يمكن أن يكون الشهر 28 يوماً، وإنما الشهر 29 يوماً أو 30.