امرأة كانت ترعى الغنم وهي صغيرة وصامت بعد حلول الصوم عليها سنتين وإذا اشتد عليها العطش وهي في البر شربت من الماء؟ - عليها أن تقضي الأيام التي أفطرتها، وتطعم عن كل يوم أفطرته مسكيناً، مع القضاء؛ لأنها أخرت القضاء. ومقدار الإطعام نصف صاع من قوت البلد عن كل يوم، إذا كانت تستطيع ذلك، وإن كانت فقيرة ولا تستطيع الإطعام فلا شيء عليها سوى الصيام، ولا مانع أن يدفع الإطعام إلى مسكين واحد أو أكثر. منذ خمس سنوات وفي شهر رمضان المبارك أفطرت أربعة أيام وليس لي عذر غير التعب، فهل يجب علي القضاء؟ وهل علي كفارة، وما هي؟ جزاكم الله خيراً. - الجواب عليك ثلاث أمور: الأمر الأول: التوبة إلى الله سبحانه، والندم على ما فعلت من التقصير والإفطار بغير عذر شرعي. وعليك التوبة إلى الله من أجل التأخير؛ لأنك أخرت القضاء. والواجب أن تقضي قبل رمضان الذي بعد رمضان الذي أفطرت فيه، فعليك التوبة إلى الله من هذا التأخير، ومن الإفطار بغير عذر. والتوبة لازمة من كل ذنب، وهي: الندم على الماضي من الذنب، والإقلاع عنه، والعزم الصادق على ألا يعود إليه، كما قال سبحانه: «وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ». الأمر الثاني: عليك مع ذلك قضاء الأيام الأربعة؛ لأن الله تعالى قال: «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ». وإذا أفطر غير المريض والمسافر فمن باب أولى أن يقضي وعليه التوبة إلى الله تعالى. الأمر الثالث: هو إطعام مسكين عن كل يوم نصف صاع، يعني كيلو ونصف تقريباً، من تمر أو حنطة أو أرز أو غيرها من قوت البلد (يعني بصاع النبي صلى الله عليه وسلم) يعطاها بعض الفقراء، ولو فقيراً واحداً يكفي. والله جل وعلا المسئول أن يغفر لنا ولك، وأن يهدينا وإياك وسائر المسلمين. ابن باز *** الصيام لهجٌ بذكر الله وقراءة القرآن وكل صنوف الجود والخير والإحسان في رمضان، فالصائم على يقين أن في ذلك هدىً ونوراً ورحمةً له، وهو على ثقة بموعود الله تعالى أنه يجزي الصائمين ويوفّيهم أجرهم بغير حساب، بل لهم باب في الجنّة يُدعى الريّان، لا يدخله سواهم كما صح بذلك الحديث. *** صعد الناس ليلة لرؤية هلال رمضان فلم يروه فلما هموا بالانصراف رآه صبي وأرشدهم إليه فقال له أحدهم: بشر أمك بالجوع المضني. *** معنى الإمساك: الإمساك هو الكف، والانتهاء عن الشيء، وقبض الشيء باليدين، وعدم المفارقة، ولكنه في رمضان يعني التوقف تماما عن جميع المباحات قبيل طلوع الفجر، أو مع ارتفاع الأذان الثاني.