بات نجم الكرة السعودية، محمد نور على مقربة من ليلة وداعية مع عشاق نادي الاتحاد، وسيفتقد متابعو الكرة خصوصاً أنصار «العميد» نجمهم الأوحد، وكأن لسان حالهم يقول: «في الليلة الظلماء يفتقد (نور)»، بعد أن تمسك اللاعب برغبته الملحة في الانتقال إلى صفوف فريق الجيش القطري ب «الإعارة» لخمسة أشهر تبدأ مع فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، في مقابل ثلاثة ملايين و 700 ألف دولار، تكون حصة اللاعب منها مليوناً و 250 ألف دولار، وحصة ناديه مليونين و 200 ألف دولار. ويأبى اللاعب الأدهي في الملاعب السعودية أخيراً إلا يحقق إنجازاً موسمياً، إذ افتتح الموسم الحالي بإنجاز شخصي، عندما أحرز النسبة الأعلى للتصويت كأفضل لاعب سعودي في الألفية الثالثة، في الاستفتاء الذي أجراه البرنامج الرياضي الشهير «صدى الملاعب» في قناة ال «MBC»، وحل ثانياً لاعب الأهلي تيسير الجاسم، وجاء ثالثاًَ مهاجم الشباب ناصر الشمراني، وأكد محمد نور المولود في مكةالمكرمة في شباط (فبراير) من عام 1978، سعادته باللقب كون التصويت جاء من الجمهور الذي وصفه بأنه «طعم اللعبة»، وأن لا متعة لكرة القدم من دون جمهور. وأصرّ محمد نور على الرحيل من ناديه، طالباً رئيس النادي اللواء محمد بن داخل الموافقة على إعارته لمدة خمسة أشهر تقديراً لظروفه، وأبان أن إعارته ستخفف عليه كثيراً من الضغوطات، على أن يعود بصورة أفضل تخدمه وتخدم ناديه، وأشار إلى أنه سبق وتحدث مع رئيس النادي مرتين ولم يبد موافقته على الانتقال إلا أنه أكد على إعادة الكرّة من جديد لإقناع الرئيس الاتحادي، وأضاف: «لعبت للاتحاد 18 عاماً جميعها في الفريق الأول لكرة القدم باستثناء موسم رياضي، وعليّ ضغوطات منذ ما يقارب 10 سنوات، وهذه الضغوطات ليست من الجماهير، كونها هي من دعمني ووقفت إلى جانبي وأسهمت في بروز محمد نور، وأبديت رغبتي الجادة في الانتقال بنظام الإعارة، وتحدثت مع رئيس النادي مرتين وسأتحدث معه في المرة الثالثة لإقناعه، وأتمنى أن يتقبل قناعتي، لتجاوز الضغوط النفسية التي بسببها لا أستطيع أن أقدم ما يرضي الاتحاديين، فالموافقة على إعارتي فيها مصلحة مشتركة بيني والنادي، وأسعى لموافقة اللواء محمد بن داخل في الانتقال، ولتقبل الجمهور لقراري، فالهدف التجديد والتغيير حتى أعود بشكل أفضل لخدمة النادي الذي عشت فيه طويلاً، وما زال لدي الكثير لأقدمه له في الفترة المقبلة». والقائد الاتحاد، هو اللاعب الآسيوي الوحيد الذي سجل خمسة أهداف في نهائيات دوري أبطال آسيا، وكاد أن يحرز لقب أفضل هداف في القارة «الصفراء» على رغم أن ليس لاعباً مهاجماً، غير أنه حل ثانياً بعد البرازيلي ليناردو (محترف السد القطري)، فيما تضل له مشاركات خالدة لا تنسى أهلته للمنافسة على أن يكون أفضل لاعبي القارة غير مرة، وكان يعولّ كثيراً على أن يحصد لقب النسخة الأخيرة، إلا أنه استبعد في المرحلة قبل النهائية، بعدما خسر لقب أفضل لاعب آسيوي العام قبل الماضي بخطأ إداري. وبدأ أسطورة الكرة الاتحادية وأحد أهم اللاعبين في الملاعب السعودية حياته الرياضية في أزقة حارة (يمن) القريبة من شارع المنصور الشهير في مكةالمكرمة كلاعب ارتكاز، ليكتشفه المدرب الوطني محفوظ حافظ وينتقل بعدها بفضل إمكاناته العالية إلى فضاءات النجومية وساحات الميادين العالمية الخضراء عبر قيد في نادي الاتحاد، ولا يخفِ الاتحاديون حقيقة السعادة المتمثلة في ظهور ال «الأواكس» محمد نور وارتباط ذلك الظهور بالبطولات الاتحادية، التي أصبح معها الفريق صديقاً منذ أول مشاركة له مع الفريق الأول لكرة القدم، إذ أسهم كثيراً في قيادة «النمور» إلى إحراز 18 بطولة كروية، وكان العلامة الفارقة في النهائيات التي خاضها الفريق الاتحادي.