لم يستبعد مسؤولون أمنيون بحرينيون ضلوع إيران في حادثة تفجير وقعت أمس، قرب مبنى السفارة البريطانية في المنامة، مشيرين إلى تصاعد وتيرة العلاقات بين طهران ولندن، واقتحام السفارة البريطانية في العاصمة الإيرانية، والأحداث التي تبعتها، ما يرشحها للبقاء في «دائرة الاتهام، لحين يثبت عكس ذلك». وشهدت العاصمة البحرينية، فجرا انفجار حافلة قرب ن السفارة البريطانية في منطقة رأس رمان. وتوجهت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادثة، فارضة طوقاً أمنياً على المنطقة. وأكدت مصادر أمنية بحرينية أنها ستواصل حربها على الإرهاب ب«الوسائل كافة»، وذلك لضمان «سلامة البحرين وأمن مواطنيها والمقيمين على أراضيها»، مستنكرةً التفجير. وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية البحرينية المقدم صلاح سالم، في مؤتمر صحافي، أن الانفجار «لم يخلف أي إصابات تُذكر في صفوف العاملين في السفارة، أو القريبين من منطقة الانفجار». وأشار إلى أن التفجير ناتج عن «عبوة تم وضعها أسفل العجلة الأمامية من الجهة اليسرى لحافلة كانت متوقفة بالقرب من سور السفارة البريطانية، وبمسافة تقدر بنحو 50 متراً من المبنى الرئيسي للسفارة. ونتج عن الانفجار انفصال إطار الحافلة، وتهشم الزجاج الأمامي والجانبي من الجهة اليسرى، وتلفيات في مقدمتها». وكشفت وزارة الداخلية البحرينية أن المادة المستخدمة «شديدة الانفجار، وذلك من خلال معاينة آثارها، والشظايا التي نتجت عنها، ومسافة تطايرها، التي وصلت إلى نحو 32 متراً، وإحداث حفرة بقطر بلغ نحو 30 سم أسفل الحافلة، إضافة إلى تضرر خمس مركبات كانت متوقفة بالقرب منها». وعن حجم العبوة التي تم وضعها في الحافلة، قال سالم: «من الصعب تحديدها الآن، إلا أنها تعتبر شديدة الانفجار. ويتم حالياً فحص وتحليل المادة المستخدمة في التفجير في المختبرات الخاصة بوزارة الداخلية». وأشار إلى «تعزيز التأمين على مقار السفارات في البحرين»، منوهاً بضرورة «تعاون المواطنين والمقيمين بسرعة الإبلاغ عن أي سيارة مشتبه فيها، متوقفة بالقرب من المؤسسات الحيوية». وعن علاقة الانفجار وما شهدته السفارة البريطانية في إيران أخيراً، وما إذا كانت السفارة البريطانية في المنامة هي المستهدفة من هذا الانفجار، أشار إلى أن «الخطب التحريضية الرسمية لإيران لها ردود فعل، باتت ملموسة، إضافة إلى تدريباتها لعدد من أتباعها على تنفيذ أعمال إرهابية تمت في سورية»، لافتاً إلى أنه في ما يتعلق باستهداف السفارة، فإنه «بالنظر إلى موقع الانفجار، فإن الهدف الأقرب هو السفارة البريطانية»، معتبراً هذه المرحلة «خاصة بالتحريات، وكل الاحتمالات واردة فيها. إلا أن التحقيقات ستكشف عن ذلك خلال الفترة المقبلة».