في تحد أمني جديد، عادت موجة اغتيال عناصر «الصحوة» في بغداد ومدن أخرى إلى سابق عهدها، فقد قتل وأصيب عدد منهم خلال الأيام الماضية. واعتبر قيادي سابق في «الجيش الإسلامي» ما يحصل «تمهيداً لإعادة سيطرة القاعدة على مناطق نفوذها السابقة» التي خسرتها بعد انقلاب اتباعها عليها عام 2007، فيما عزاها رئيس مجلس إنقاذ الأنبار إلى تحرير عدد كبير من عناصر»القاعدة» من معتقلاتهم «بالرشوة والغطاء السياسي». وشهد يوما الخميس والجمعة سلسلة عمليات استهدفت عناصر «الصحوة» في ديالى والتاجي، شمال بغداد وقضاء الشرقاط التابع لمحافظة صلاح الدين. وقتل 14 من القياديين، بينهم قائد «صحوة» التاجي، وثلاثة من قياديي «صحوة» بهرز وعائلاتهم. واعتبر حمد الشيخ، قيادي سابق في «الجيش الإسلامي» في اتصال مع «الحياة» أن ما تقوم به «القاعدة» خلال هذه الفترة هو «تنفيذ مخططاتها لإعادة سيطرتها على مناطق نفوذها السابقة». ولفت إلى أن «جزءاً من استراتيجيتها هو البدء بخلق بلبلة طائفية أو نعرات عصبية كالثأر العشائري لتقويض الأمن ومن ثم بسط الهيمنة». وكانت «القاعدة» خسرت غالبية حواضنها في المناطق السنية عام 2007 مع تشكيل أبناء هذه المناطق مجموعات لمطاردتها أطلق عليها اسم «الصحوة»، عملت بالتنسيق مع القوات الأميركية التي بدورها سلمتهم إلى الحكومة. وقلل مسؤول حكومي يعمل على ملف «الصحوة» من قيمة هذه الهجمات وجديتها، مشيراً إلى أنها «استهدافات محدودة تطاول أفراداً قاموا بأعمال ضد التنظيم في مناطقهم». وأكد أن»هذا الشهر سيشهد حسم ملفات 50 ألف من أبناء العراق (الاسم الذي أطلقته الحكومة على الصحوات بعد تسلمها من الأميركيين) قبل الإعلان الرسمي لسحب آخر جندي أجنبي من البلاد بإعادة توظيفهم في مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية». وعزا الشيخ حميد الهايس، رئيس «مجلس إنقاذ الأنبار» في تصريح إلى «الحياة» ما تتعرض له «الصحوة» إلى «تنامي قوة القاعدة خلال الفترة الماضية وسيطرتها على مناطق نائية. هذا ما كان وراء عملياتهم الانتقامية من الصحوة من جهة، ولإزاحة هذه العقبة من طريق مخططاتهم الرامية إلى إعادة حقبتهم الظلامية إلى مناطق بعينها كانت لفظتهم». وزاد إن «من عناصر القوة التي امتلكها هذا التنظيم الإجرامي هو تحرير عدد كبير من معتقليه، أما بسبب تفشي الفساد في أجهزة الشرطة ومكافحة الإرهاب أو من خلال الغطاء الإنساني الذي وفرته لهم أحزاب سياسية». جدية «القاعدة» في إعادة تنظيم صفوفها مرة أخرى، قال الهايس إن التنظيم «لن تترك العراق فلديه الآن مهمة الانطلاق من جديد. وهو يسيطر حالياً على مناطق في غرب الأنبار وجزيرة الموصل وبعض المناطق في ديالى وأبو غريب». ودعا الشيخ خميس الجبار، رئيس مجلس محافظة صلاح الدين السابق الحكومة إلى «أخذ هذا التحدي الأمني على محمل الجد ووضع الخطط لمواجهته بمشاركة الجيش والشرطة وبتعاون مع عناصر الصحوة».