أحتلت المملكة المرتبة الثانية خليجياً والخامسة عالمياً من حيث عدد النساء المدخنات، وبحسب التقرير الذي أعدته الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين في مكةالمكرمة فقد «تجاوزت نسبة المدخنات في السعودية 5.7 في المئة من جملة الإناث». واوضحت الاختصاصية النفسية زينب العاشور أن «اعتياد النساء على مسك السيجارة أمر لا يعد لائقاً بشخصيتها كأنثى»، مبينة أن «الفضائيات ساهمت بترويج الأمر عند الفتيات، إضافة الى انتشار المقاهي واعتبار التدخين بالشيشة أمراً طبيعياً بالنسبة للأنثى»، ودعت المسؤولين الى «تكثيف وسائل التوعية لتبيين أضرار التدخين على المرأة تحديداً، وتوضيح نسبة الأضرار التي ستطال جمال جسدها ومخاطر الأمر على مستقبل أمومتها وحياة أسرتها إضافتة لتشويه جمال وصحة الاسنان واللثة». ولفتت إحدى الأمهات «أنا نادمة». وقالت «منذ كنت فتاة وأنا أدخن بشراهة، لم أكن أعي بأن تدخيني أمام ابنتي سيورثها الأمر». وذكرت «لا أقدر ان امنعها عن التدخين الآن، لأنها تقابل معارضتي بسؤالي عن نفسي، لقد فات الأوان». وذكر أحمد السيف «منعت زوجتي من التدخين أمام الأولاد، بعد خمس سنوات من الأمر»، موضحاً «اكتشفت أن أحد أطفالي يدخن السيجارة في دورة المياه، ما أصابني بالضيق والاستياء». وذكرت نبيلة الفاضل أن البعض من النساء «أسأن فهم مسك السيجارة، على اعتقاد منهن بأن الأمر يبدو مثيراً»، موضحة «المرأة التي تمسك السيجارة تخرج من دائرة انوثتها». وقالت: «هل شاهدت يوماً ما سيدة من الطبقة الراقية تمسك سيجارة لتعبر عن أنوثتها وإثارتها بها»، داعية المسؤولين ل «لفت وسائل الإعلام للمساهمة في الأمر عاجلاً ولمنع كل ما من شأنه قد يضر بأمهات المستقبل». وذكر خالد الفهد (موظف في شركة أرامكو) أنه رفض فتاة تقدم لخطبتها بعد أن علم أنها مدخنة، وقال: «رفضتها خوفاً على مستقبل أطفالي». وأشار مصطفى فائق «أنا في ورطة، بيتي يملأه الدخان بسبب زوجتي، وأصيب أحد أولادي بالربو، وكادت حياتي الزوجية تصل للطلاق بسبب تدخينها الشره». ولفت حسين الملا إلى أنه «اتفقت وزوجتي بعد الزواج على مقاطعة الدخان، وكان الأمر ممتعاً ان نجمع نقود السيجار ونستبدلها برحلة بسيطة نهاية الشهر مع الأولاد»، لافتاً، صار «بإمكاني الآن ممارسة الرياضة بشكل أفضل والحياة في بيئة صحية مثالية». ذكرت الطالبة وفاء الخليل «لم أكن مدخنة، لكنني وجدت في الفكرة ما يمتعني، إذ مارس البعض من رفيقاتي الأمر بمتعه، ما شدني لتجربته»، وأضافت «أشعر بالندم لأنني أصبت بسرطان الرئة، وحين اكتشفت والدتي أن إصابتي بالمرض جاءت نتيجة لممارستي التدخين في الخفاء كادت تموت»، وقالت: «أرجوكم أسمعوني، فقد جربت مرارة الألم ولا أتمنى أن تجربوه».