اعتبر العرب والتركمان أن التحدي الأول الذي تواجهه محافظة كركوك بعد إتمام عملية الانسحاب الأميركي هو الملف الأمني، مشيرين إلى أن الاستعانة بقوات دولية لفرض الحماية في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل لا تتناسب والمرحلة الحالية. وقال الناطق باسم الجبهة التركمانية علي مهدي في تصريح إلى «الحياة» إن «التحدي الأول بعد الانسحاب الأميركي هو الملف الأمني، إذ ما زالت هناك حالات خطف وقتل تنفذ بحق المواطنين التركمان، لدينا مخاوف من تدهوره، لضعف إمكان الأجهزة الأمنية وقدراتها الفنية والاستخباراتية للسيطرة على الوضع الأمني». وأضاف ان «التحدي الثاني هو ملف الانتخابات التي لا نعرف إذا كانت ستجرى أم لا، كما نطالب بإدارة مشتركة للمحافظة على تقاسم مقاعد المجلس المحلي». وتعالج مشكلة كركوك التي تعد من المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، وتضم خليطاً من العرب والأكراد والتركمان وأقلية مسيحية، وفقاً للمادة 140 من الدستور، وهي التطبيع واجراء تعداد سكاني، وأخيراً إجراء استفتاء لتحديد مصيرها، لكن الخلافات السياسية حالت دون تنفيذها حتى الآن. وأوضح مهدي أن «ملف الخدمات لا يقع ضمن التحديات كونه مستمراً، والوضع الحالي يختلف عما كان عليه، إذ هناك تعاون بين كافة الاطراف، ومخاوفنا تنحصر في شن الهجمات الارهابية». ولفت إلى أن «الاستعانة بقوات دولية لنشرها في المناطق المتنازع عليها لا تتناسب والمرحلة الحالية، ونحن نريد أن يتكامل بناء الأجهزة الأمنية على كل المستويات، وتطويرها هو مطلبنا الأول، كما نؤكد أن يكون للأمم المتحدة دور كبير في هذا المجال». وعن إمكان تحقيق مطالب التركمان باستحداث محافظتين في كل من قضاء تلعفر التابع لمحافظة نينوى وقضاء طوز خورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين في ظل الخلافات والتجاذبات السياسية، قال مهدي: «كل قومية لها مشروع، وهذا المطلب يدخل في إطار استراتيجيتنا، في الوقت المناسب، وبالنسبة إلى كركوك نسعى أن تصبح إقليماً، وهذا لا ينحصر في كركوك وإنما في جميع المحافظات، بغية منحها صلاحيات أوسع نظراً إلى سوء الخدمات، وسوء علاقاتها مع المركز». من جانبه، قال العضو العربي في مجلس كركوك اسماعيل الحديدي ل»الحياة» إن «أهم التحديات التي تواجه محافظة كركوك بعد الانسحاب الأميركي، هي الأزمة المستعصية والصراع على المحافظة، وهناك مخاوف من أن تحدث مشاكل تستغل لأجندة معينة، في ظل التجاوزات والهواجس الأمنية التي نخشاها في الدرجة الأولى». وأضاف: «نعتقد بأن الأمن ممتاز الآن، ولكن نخاف من أن يتدهور بعد الانسحاب الأميركي، أما عن الخدمات، فإنها بدأت تسير بشكل ممتاز، ونريد الاحتفاظ بهذه الانجازات». وأضاف إن «كركوك محط أنظار الدول الإقليمية والعالم، ونخشى أن تتدخل أطراف لإثارة فتنة فيها، فوضعها مهيأ لهذه الامور بسبب التعدد القومي. صحيح أن هناك مشاكل لكنها تحت السيطرة حالياً، مع وجود مجال للحوار والتفاهم»، مشيراً إلى أن العرب «لا يريدون أن يكون هناك تدخل دولي في كركوك، والمحافظة عليها بالدرجة الأولى هي مهمة أبنائها من منتسبي الجيش والشرطة، الذين في مقدورهم إنجاز مهامهم عندما تتوافق الأطراف»، داعياً جميع الأطراف إلى «اعتماد التوافق والتهدئة من أجل الحفاظ على المكتسبات والانجازات بعد الانسحاب الأميركي، وأن لا نعطي فرصة للتدخل لإيجاد أزمة». ولا يختلف الامر في الجانب الكردي حيث يؤكد مسؤولون سياسيون اكراد عدم تفاؤلهم بمستقبل المناطق المتنازع عليها في ظل الانسحاب الاميركي. وكان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني أكد في وقت سابق ان الحرب الاهلية ما زال احتمالاً قائماً في ضوء عدم تنفيذ المادة 140 الخاصة بكركوك.