واشنطن، لندن - أ ف ب، يو بي آي - أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» امس، ان مسؤولين باكستانيين أعطوا الضوء الأخضر لتوجيه حلف شمال الاطلسي ضربات أسفرت عن مقتل 24 جندياً باكستانياً الشهر الماضي، لانهم لم يكونوا على علم بوجود قوات لهم في المنطقة. ونقلت الصحيفة تقريرها عن مسؤولين أميركيين اطلعوا على التحقيق التمهيدي في الحادث الذي يعد الأسوأ في تبادل «النار الصديقة» بين الولاياتالمتحدةوباكستان الحليفتين، اللتين تتوجس كل منهما من الاخرى على مدى عقد من الحرب في افغانستان. وقال المسؤولون للصحيفة الاميركية، إن قوة تزعمها الافغان وضمت قوات اميركية خاصة كانت تتعقب مقاتلين من «طالبان» قرب الحدود الافغانية-الباكستانية وتعرضت لإطلاق النار، مما أوحى بوجود معسكر لمسلحين. وقال المسؤولون للصحيفة، إن القوة الافغانية-الاميركية المشتركة، طلبت دعماً جوياً ضد المعسكر، فيما اتصل افراد منها بمركز قيادة وتحكّم مشترك يضم قوات أميركية وأفغانية وباكستانية، وقال المسؤولون الباكستانيون إنه لا توجد قوات صديقة في المنطقة، ما فتح الطريق أمام الضربات الجوية. وقال المسؤولون الأميركيون إن أخطاء وقعت من الجانبين، ونقلت الصحيفة عن مسؤول قوله «وقع كثير من الاخطاء، اذ لم تكن هناك دراية ميدانية جيدة حول من تواجد اين، ومن كان يفعل ماذا». كما حذر المسؤولون من ان تلك الرواية، الاحدث الصادرة عن الحادث، تستند الى مقابلات أولية مع أفراد من القوات الخاصة التي شاركت في العملية، ويمكن ان تتطور مع تكشف المزيد من التفاصيل. وأصرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على أنه لم يتم استهداف القوات الباكستانية عمداً، ورفض المسؤولون الأميركيون تقديم اعتذار عن الحادث. في المقابل، أعلنت باكستان ان الهجوم الجوي على جنودها غير مبرر واستمر ساعتين رغم احتجاجات باكستانية للأميركيين. والعلاقات متوترة بين الحليفين، اذ تتهم واشنطن عناصر من الجيش والاستخبارات الباكستانية بالتعاون مع «طالبان» والمتشددين الاسلاميين الآخرين. وبدورها تقول باكستان إن الطائرات الاميركية بدون طيار التي تستهدف المسلحين قتلت عشرات المدنيين، وتقول ان ذلك يذكي التطرف ويؤجج حركة التمرد الاسلامية التي تشدها في الداخل. وأتى الحادث ليطلق أسوأ ازمة في العلاقات بين البلدين منذ قتلت قوات اميركية خاصة اسامة بن لادن في ايار (مايو) الماضي، بعد ان وجدته داخل باكستان على مقربة من كبرى الأكاديميات العسكرية في البلاد. على صعيد آخر، كشفت أرقام أصدرتها وكالة مكافحة الجريمة المنظمة الخطرة امس، أن عدد الآسيويين البريطانيين الذين يُختطفون في باكستان مقابل الحصول على فدية، آخذ في الازدياد كل عام. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن أرقام الوكالة، أن 22 بريطانياً من أصول آسيوية اختُطفوا في باكستان العام الماضي، بالمقارنة مع 8 فقط عام 2006. وأضافت أن الوكالة أكدت أن أرقامها لا تمثل سوى الحالات المبلغ عنها للسلطات الباكستانية، واعترفت بأن عدد المختطفين من الآسيويين البريطانيين قد يكون أعلى بكثير. ونسبت «بي بي سي» إلى ساجد كريم، الناطق باسم الشؤون القانونية في البرلمان الأوروبي والمدافع عن بريطانيين تعرض أقاربهم للخطف أو القتل بينما كانوا يزورون عائلاتهم في باكستان، قوله إن «المجرمين في باكستان يستهدفون وعلى نحو متزايد الآسيويين البريطانيين لأنهم يشكلون في نظرهم أهدافاً سهلة». وأضاف النائب البريطاني في البرلمان الأوروبي: «في الوقت الراهن لدينا وضع مروع للغاية، لأن البريطانيين يتحولون إلى أهداف حين يزورون باكستان». ودعا إلى «وضع نظم مناسبة في المكان المناسب لضمان محاسبة خاطفي الباكستانيين البريطانيين أمام العدالة».