إسلام آباد، كابول - أ ف ب، يو بي أي، رويترز - نجا زعيم حركة «طالبان باكستان حكيم الله محسود المتحالفة مع تنظيم «القاعدة» من هجوم شنته طائرة استطلاع اميركية من دون طيار على معسكر للمسلحين في منطقة في شاكتوي على الحدود بين إقليمي شمال وزيرستان وجنوبه القبليين (شمال غرب)، وأدى الى مقتل عشرة أشخاص، اذ غادر المكان قبل شن الهجوم. وقال عزام طارق، الناطق باسم حكيم الله محسود الذي خلف بيت الله محسود في زعامة التنظيم بعد مقتل الأخير مطلع آب (اغسطس) 2008، إن «حكيم الله تواجد في المكان ذاته الذي استهدفته الغارة ، لكنه غادر المكان قبل الهجوم، وهو على قيد الحياة وبأمان تام». وكشف مسؤول استخباراتي باكستاني ان المكان المستهدف معسكر تدريب عسكري، مشيراً الى اطلاق اربعة صواريخ عليه، فيما اشارت مصادر مقربة من اجهزة الاستخبارات الأميركية الى تكثيف الجهود المبذولة لتعقب حكيم الله بعد التفجير الانتحاري الذي نفذه الأردني همام خليل البلوي داخل قاعدة اميركية في مدينة خوست شرق افغانستان في 30 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ما ادى الى مقتل سبعة من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) وضابط أردني، علماً ان زعيم «طالبان باكستان» ظهر الى جانب البلوي في شريط فيديو في التاسع من الشهر الجاري. وسيوفر اغتيال حكيم الله، في حال حصوله، شحنة معنوية للاستخبارات الأميركية، بعدما كشف الهجوم الانتحاري الأخير على قاعدتها في خوست ثغرات كبيرة في إدائها، في مقابل تزايد طموح «طالبان باكستان»، على رغم ان محللين يقولون إن «قدراتها محدودة على توفير دعم لوجيستي لمتشددين من أمثال البلوي». واستهدفت سبع غارات جوية اخرى هذه السنة شمال وزيرستان التي تعد معقلاً لمقاتلي «طالبان» و «القاعدة» وشبكة حقاني الذين يشنون هجمات على القوات الأميركية وتلك التابعة للحلف الأطلسي والبالغ عددها 113 الف جندي يقاتلون في افغانستان المجاورة. لكن وزير الخارجية الباكستاني شاه مسعود قرشي أبلغ المبعوث الأميركي الخاص الى أفغانستانوباكستان ريتشارد هولبروك اول من امس ان أي هجمات مكثفة تشنها طائرات اميركية أو أي عمليات للقوات الخاصة الأميركية في باكستان يمكن أن تهدد العلاقات بين الحليفين. وزار هولبروك اقليم وادي سوات أمس، حيث عاين على الأرض عملية إعادة تأهيل المهجرين بسبب العمليات العسكرية التي شنها الجيش الباكستاني ضد المتشددين الصيف الماضي. وكان المسؤول الأميركي أعلن اول من أمس ان بلاده ستستثمر بليون دولار في قطاع الطاقة الباكستاني، مشيراً إلى ان واشنطن ستساعد باكستان في صيانة 11 ألف بئر للمياه. الى ذلك، افادت صحيفة «تايمز» البريطانية بأن القوات الأميركية ستضطلع بدور اكبر من القوات البريطانية في جنوبافغانستان، بسبب تعديل هيكلية القيادة العسكرية في المناطق. ونقلت الصحيفة عن مصدر فضل عدم كشف اسمه قوله إن «انتشار القوات في هذه المنطقة سيخضع لتغييرات بعد وصول حوالى 21 الف جندي اميركي العام الماضي». ويتوقع وصول آلاف من العسكريين الأميركيين الإضافيين الى المنطقة ذاتها هذه السنة، في اطار تعزيز التصدي لمتمردي «طالبان»، علماً ان البريطانيين والهولنديين والكنديين يتقاسمون القيادة الدورية في هذه المنطقة حتى الآن بالتعاون مع ضابط اميركي. وفي افغانستان، قتل 16 مدنياً على الأقل بينهم 3 أطفال وجرح 13 آخرون في هجوم انتحاري استهدف سوقاً في منطقة ده راوود بولاية اروزجان (جنوب). وندد الرئيس الأفغاني حامد كارزاي بالهجوم بشدة، فيما أوضح الجنرال في الجيش الأفغاني عبد الحميد أن المهاجم وضع العبوات الناسفة في سترته، وفجر نفسه حين رصده حارس في سوق المال المزدحم.