واشنطن - أ ف ب - ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الجمعة ان مسؤولين باكستانيين اعطوا الضوء الاخضر لتوجيه حلف شمال الاطلسي ضربات اسفرت عن مقتل 24 جنديا باكستانيا الشهر الماضي، لانهم لم يكونوا على علم بوجود قوات لهم في المنطقة. ونقلت الصحيفة تقريرها عن مسؤولين اميركيين اطلعوا على التحقيق التمهيدي في الحادث -- الذي يعد الاسوأ في تبادل "للنيران الصديقة" بين الولاياتالمتحدةوباكستان الحليفتين اللتين تتوجس كل منهما من الاخرى على مدار عقد من الحرب في افغانستان. فقد قال المسؤولون للصحيفة الاميركية ان قوة تزعمها الافغان وضمت قوات اميركية خاصة كانت تتعقب مقاتلين من طالبان قرب الحدود الافغانية الباكستانية وتعرضت لاطلاق النار مما أوحى بوجود معسكر لمسلحين. وقال المسؤولون للصحيفة ان القوة الافغانية الاميركية المشتركة طلبت دعما جويا ضد المعسكر، فيما اتصل افراد منها بمركز قيادة وتحكم مشترك يضم قوات اميركية وافغانية وباكستانية وقال المسؤولون الباكستانيون انه لا توجد قوات صديقة في المنطقة، ما فتح الطريق امام الضربات الجوية. وقال المسؤولون الاميركيون ان اخطاء وقعت من الجانبين، فقد نقلت الصحيفة عن مسؤول قوله "وقعت كثير من الاخطاء. اذ لم يكن هناك دراية ميدانية جيدة حول من تواجد اين ومن كان يفعل ماذا". كما حذر المسؤولون من ان تلك الرواية، الاحدث الصادرة عن الحادث، تستند الى مقابلات اولية مع افراد من القوات الخاصة التي شاركت في العملية ويمكن ان تتطور مع تكشف المزيد من التفاصيل. واصر البنتاغون على انه لم يتم استهداف القوات الباكستانية عمدا، ورفض المسؤولون الاميركيون تقديم اعتذار عن الحادث. من جانبها قالت باكستان ان الهجوم الجوي على جنودها جاء دون مبرر واستمر ساعتين رغم احتجاجات باكستانية للاميركيين. والعلاقات متوترة بين الحليفين اذ تتهم واشنطن عناصر من الجيش والاستخبارات الباكستانية بالتعاون مع طالبان والمتشددين الاسلاميين الاخرين. وبدورها تقول باكستان ان الطائرات الاميركية بدون طيار التي تستهدف المسلحين قتلت عشرات المدنيين وتقول ان ذلك يذكي التطرف ويؤجج حركة التمرد الاسلامية التي تشدها في الداخل. وجاء حادث النيران الصديقة ليطلق اسوأ ازمة في العلاقات بين البلدين منذ قتلت قوات اميركية خاصة اسامة بن لادن في ايار/مايو بعد ان وجدته داخل باكستان على مقربة من كبرى الاكاديميات العسكرية في البلاد.