القاهرة، ا ف ب، جرت مواجهات عنيفة في ميدان التحرير بوسط القاهرة بين قوات الشرطة وعدد من المتظاهرين بعد ان فرقت قوات الامن اعتصاما لمصابي واهالي قتلى ثورة 25 يناير. وقد احتدمت المواجهات، ما دفع قوات مكافحة الشغب الى استخدام الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذي ردوا برشقها بالمقذوفات. وعلى الاثر انسحبت الشرطة الى الشوارع المتفرعة من ميدان التحرير، المعقل الرمزي للانتفاضة الشعبية التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في شباط(فبراير) الماضي، وسط هتافات المتظاهرين المطالبة بسقوط المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية، الذي يتولى السلطة منذ تنحي مبارك في 11 شباط (فبراير) الماضي. وفي الصباح قامت الشرطة بتفريق اعتصام لجرحى واسر قتلى الانتفاضة كما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية. وبعد ذلك بقليل اندلعت مواجهات بين عناصر شرطة مكافحة الشغب ونحو 200 متظاهر، عندما القى المتظاهرون الحجارة والمقذوفات على رجال الشرطة الذين ردوا باستخدام الهراوات. واشار مسؤول امني الى اصابة العشرات بجروح طفيفة، معظمهم من رجال الشرطة والى القاء القبض على عدد كبير من المتظاهرين. ويطالب المعتصمون، الذي بداوا حركتهم منذ ايام عدة، بسرعة محاكمة رجال الشرطة والسياسيين المسؤولين عن اعمال العنف التي اوقعت، وفقا لمصادر رسمية، نحو 850 قتيلا والاف الجرحى خلال ايام الانتفاضة ال18. وحاليا يحاكم مبارك ووزير خارجيته حبيب العادلي وقيادات امنية بتهمة اصدار الاوامر باطلاق النار على المتظاهرين. و انضم الى المشاركين في الاعتصام عشرات الالاف من المتظاهرين، واغلبهم من السلفيين والاخوان المسلمين، الذين نظموا امس تظاهرة حاشدة لمطالبة الجيش، الذي يدير البلاد منذ شباط(فبراير) الماضي، بسرعة تسليم الحكم الى سلطة مدنية. ومن المقرر ان يبدا اجراء اول انتخابات تشريعية بعد سقوط مبارك في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) على ان تمتد على نحو اربعة اشهر.