انشغل المصريون تماما بترقب نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات التي تأجل الإعلان عنها الى مساء الأمس الخميس ، فيما جرت الدعوة لمليونيتين اليوم " الجمعة " إحداهما بميدان التحرير للتأكيد على حقوق الشهداء وعلى مطالب الثوار برحيل المجلس العسكري ، والثانية في ميدان العباسية لتكتل ائتلافات الأغلبية الصامتة تأييدا للمجلس ولحكومة الانقاذ الوطني التي كلف بتشكيلها الدكتور كمال الجنزوري ورفض تشكيل مجلس استشاري مدني معاون للمجلس العسكري. وفي ميدان التحرير لا تزال المناوشات والاشتباكات بين الثوار والباعة الجائلين والمندسين من البلطجية الذين بدأوا يمارسون أنشطة لا يرضى عنها الثوار لأنها تسيء إليهم. وقالت وزارة الصحة إن عدد مصابي هذه الاشتباكات وصل الى نحو 150 مصابا. ودعت 23 حزبا وائتلافا إلى مليونية جديدة اليوم للضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد لنقل السلطة للمدنيين فورا. وانتقد المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية محمد البرادعي والذي رفض هو و4 مرشحين آخرين محتملين للرئاسة الاشتراك في حكومة كمال الجنزوري كنواب لرئيس الوزراء ، المجلس العسكري واتهمه بعدم توفير الحماية للمعتصمين بميدان التحرير ، الذين دخل اعتصامهم اليوم الرابع عشر. وقال البرادعي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن البلطجية يهاجمون المعتصمين في التحرير. والنظام الذي لا يستطيع حماية مواطنيه هو نظام فشل في أداء وظيفته الأساسية ". ويستخدم البلطجية القنابل الحارقة والحجارة والزجاجات الفارغة وطلقات الخرطوش فى الهجوم على المعتصمين بالميدان ، الذين لم يستبعدوا أن تكون وزارة الداخلية وأجهزتها وراء هؤلاء البلطجية. وقال بيان للمعتصمين إنه لولا الاحتجاجات "لما أجبر المجلس العسكري على الإعلان عن جدول زمني لتخليه عن السلطة ولما قام لواءات المجلس بتوفير التأمين للعملية الانتخابية وإنهاء الانفلات الأمني المريب الذي نعاني منه منذ على مدى تسعة أشهر ولما أُجبر المجلس العسكري على إسقاط حكومة عصام شرف المرتعشة معدومة الصلاحيات." يأتي هذا فيما أعلن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أنه سيعمل جاهدا على إصلاح ذات البين بين المجلس العسكري ومتظاهري ميدان التحرير. في الوقت نفسه ، ظهرت مؤشرات أولية على فوز حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين بأغلبية مريحة فى المرحلة الأولى ، وأعلنت الجماعة أنها قد تفوز بنسبة 40 % من مقاعد البرلمان في هذه المرحلة. ويأتي حزب النور السلفي خلف حزب الحرية والعدالة ومعه تحالف الكتلة الوطنية الذي يضم أحزابا ليبرالية ويسارية ، ويتوقع كل منهم أيضا حصد 40 % من المقاعد. وواصلت البورصة المصرية انتعاشها مدفوعة بحالة الهدوء والاستقرار في الانتخابات وحققت مكاسب لليوم الثالث على التوالي بعد انتكاسة عصيبة استمرت اسبوعا بسبب أحداث ميدان التحرير ووزارة الداخلية.