في مقابلة نشرتها صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، طالب رئيس المجلس الإنتقالي السوري برهان غليون، من “الجيش السوري الحر”، المنشق عن الجيش الكومي، عدم تنفيذ عمليات عسكرية ل”تجنب حرب أهلية”. غليون تحدث من مقر إقامته في العاصمة باريس، عن اتساع دائرة العزلة الداخلية التي يعيشها نظام الحكم، قائلا “قطيعة نظام الأسد مع الشارع، أصبحت اليوم شاملة، وما عاد بشار قادرا على أن يحكم، أصبح زعيم عشيرة، ولم يعد رئيسا للسوريين”. ومع ذلك، يدرك المعارض السوري البارز، أن أعداد المتظاهرين في الشوارع ربما تقل أحيانا، بسبب “وحشية العنف وشراسة القمع” التي تصل في كثير من الأحيان إلى حبس الناس في بيوتهم ومنعهم من مغادرة منازلهم، لكنه يؤكد على أن “روح الثورة ما زالت قوية”. ولا يخفي غليون انشغاله بمدينة حمص المنكوبة، مسقط رأسه: “إنها تشكل خطوط مواجهة حقيقية، ولكن ليس ثمة حربا أهلية”، ويضيف قائلا: “في حمص، تهاجم قوات الأمن والجيش الأحياء السكنية، وتعمل عناصر الجيش السوري الحر، على صد الهجمات، ووقف التدخل البري”. لا ل”عسكرة الانتفاضة” ومع زيادة الانشقاقات في صف الجيش السوري، حذر أستاذ علم الاجتماع السياسي من “عسكرة الانتفاضة”، مؤكدا “يجب علينا الحفاظ على الطابع السلمي للثورة. جنود من الجيش السوري الحر يتسللون بلباس مدني في أوساط السكان ويختبئون في المدن، لكن ينبغي أن تقتصر مهمتهم على حماية المتظاهرين، ولا ينبغي تنفيذ العمليات. نحن لا نريد الحرب الأهلية. يجب أن تتناغم إستراتيجية الجيش الحر مع أهدافنا، وسوف نجري اتصالات معهم”. ويقيم قائد الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد، مع عدد من الجنود المنشقين، في مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا.
رفع “الفيتو” الروسي غليون، كان قد طالب جامعة الدول العربية، والتي اتخذت قرار بتعليق عضوية سوريا في مؤسساتها في اجتماع القاهرة السبت المنصرم، طالبها بأن تحول القضية السورية إلى الأممالمتحدة، معللا ذلك بقوله “هدفنا هو الحصول على قرار من مجلس الأمن بشأن حماية المدنيين”، مضيفا “لذلك نحن بحاجة لتعزيز توازن القوى، والعمل على رفع الفيتو الروسي”. السفارة الروسية في باريس من جهتها، تواصلت مع رئيس المجلس الوطني السوري، وقدمت له دعوة لزيارة موسكو. “يبدو أن الروس غيروا موقفهم”، هذا ما أراد غليون التحقق منه. إلا أنه ورغم أهمية الموقف الروسي، يرى غليون أن “العامل اللازم لتعديل ميزان القوى، هو الدعم العربي والدولي المنسق. نحن نريد لجامعة الدول العربية العمل مع بقية العالم، لصالح تدخل سياسي قوي لوقف أعمال القتل”. هل سوف يتم هذا؟ “كسبنا النصف، فبشار فقد المصداقية تماما داخل سوريا وخارجها”، بما في ذلك العرب “انظروا إلى الجزائر والسودان، فقد تطورت مواقفهم”، يقول المعارض السوري، مشددا ”نريد تجنب أكبر قدر من مسألة التدخل العسكري الخارجي للحفاظ على مؤسسات سوريا. لذا، نتوقع من الأممالمتحدة قرارا يمكننا من مناقشة التدابير اللازمة مع المجتمع الدولي، لإنهاء الأزمة، وبعدها كل الخيارات تنتظرنا”. الأسد | الجامعة العربية | برهان غليون | روسيا | سوريا